كتب مصطفى المقداد
كما كان متوقعاً فقد أصدر الرئيس بشار الأسد المرسوم ٢١٠ لعام ٢٠٢٠ القاضي بتكليف المهندس حسين عرنوس تشكيل الوزارة الجديدة وذلك بعد انتخابات مجلس الشعب التي جرت في التاسع عشر من تموز الماضي.
ومع تكليف عرنوس تبدا عملية اختيار الوزراء للمرحلة القادمة ، وهي مرحلة شديدة الحساسية لما تحمله من تحديات كبيرة تتمثل في استحقاق الانتخابات الرئاسية خلال العام القادم وما يمكن أن يرافق ذلك من ضغوط سياسية واقتصادية ستترك آثارها على الناخب السوري ، في وقت تعمل فيه القوى المعتدية على فرض متغيرات انتخابية تعتمد تغيير موقف البيئة الوطنية المؤيدة للرئيس الأسد ، ومحاولة تحويل موقفهم اعتماداً على الواقع المعيشي المتردي وتراجع القدرة الشرائية للعملة السورية في ظل الوضع الصحي الصعب المرافق لانتشار فيروس كورونا ، وزيادة نسبة البطالة وتوسع دائرة الفساد.
هذا الأمر يستدعي وجود حكومة قادرة على الاستجابة لمتطلبات المرحلة الصعبة، الأمر الذي سيضع السد عرنوس في مواجهة صعبة وهو العارف ببواطن الأمور والمجرب الإداري والسياسي والتقني والفني في مفاصل حكومية وسياسية وإدارية متعددة سجل فيها نجاحات معقولة ، سواء في نقابة المهندسين أو في دور المدير العام للمواصلات الطرقية وقبلها المؤسسة العامة للجسور والطرق وصولاً إلى الحقائب الوزارية مروراً بمهمة المحافظ وانتهاءً بعضوية القيادة والتكليف برئاسة الحكومة.
هذا التاريخ الطويل أفرز خبرة متراكمة تحتاج صرفاً في المهمة الجديدة، وهو هنا لا يجد صعوبة كبيرة في بعض الخيارات ، لتبقى العقدة في وزارات الصناعة والمالية والكهرباء والنفط والتجارة الداخلية ، تلك الوزارات التي ترتبط بالشأن المعاشي اليومي للمواطن ، إذ تحتاج شخصيات تمتلك رؤى استراتيجية تتضمن خططاً مرحلية تحظى برضا وقبول المواطن ليكون قادراً على التفاعل والتأييد والتعاون مع تلك الوزارات ومؤسساتها المختلفة .
وبعد هذا يبقى دور الإعلام القادر على تعزيز حالة الثقة الوطنية وربط الحالة الفكرية للمواطن بالحالة الإنتاجية والخدمية والإدارية للحكومة ، وذلك بخلق حالة ثقة ما بين المواطن والمسؤول وهذا يحتاج سياسة إعلامية وطنية بعيدة عن الشخصنة والأحقاد وتستفيد من المقدرات والإمكانيات والطاقات الوطنية الكبيرة وتستغني عن عديمي الكفاءة وأنصاف المبدعين ممن تسللوا إلى الجسد الإعلامي وسط غفلة من الزمن .
وبانتظار إعلان التركيبة الحكومية قريبا ترتفع نسبة الفرح لدى المتفائلين وتنعدم كلياً لدى المتشائمين من المواطنين المحتاجين والجائعين.