عندما نشخص واقعنا بدقة نرى هناك ثغرات ومسافات و سدود بين ما يجب وبين ما هو كائن .بين ما يتمنى وبين الواقع ..بين ما يحتاجه الوطن وبين ما يقدم له لتكون هذه الفجوات هي العنوان وهي ما يطفو فوق السطح وما يغرق بالأعماق حتى غدا عنوان فجوات وفجوات يليق بما يمكن أن يعبر عن الحال. واول هذه الفجوات والتي لم تتبدل كليا فهي بين المواطن والمسؤول بالسلطة التنفيذية فما نسمعه من ضجيج يصدح به عن أن المواطن هو الهم والاهتمام نفاجأ به بالتنفيذ الذي يعطي عكس الكلام و يكبر هم المواطن و معاناته فقلما لم نسمع عن تحسين مستوى المعيشة وعن الاستثمار الصحيح للموارد وعن تثبيت وتخفيض الأسعار ولنفاجأ بالعكس و لنجد فجوة كبيرة بين ما سميت وزارة حماية المستهلك ودورها المنوط بها ليصرخ المستهلكون انها تحمي التجار و تدار بأهوائهم وما زالت لنصل لفجوة كبيرة بين التاجر والمستهلك..التاجر والذي لم يتوان عن رفع اسعاره وإخفاء بضائعه مع كل إشاعة مسربة بأن سعر الصرف سيلعب به ويرتفع وليمتنع عن تخفيضها عندما يهبط السعر و لتستمر الفجوة و النظرة السلبية اتحاه أغلب التجار.وليكرس لبعضهم اسلوب الاحتكار والذي طالما تغنى البعض بأنهم ضده وهو أكبر مرض لأي نهج اقتصادي ولكن هيهات فالفجوة بين المنافسة والاحتكار زادت بأضعاف وتبقى الفجوة بين المواطن والاعلام متغيرة تبعا للأهواء وتبعا للمجال و النوع.
ولتصل فجوة الثقة بين المواطنين والذين انجروا للايمان باتساعها تبعا للتضليل و للمعيشة و للمصالح و للفردية والغرائزية والتي كانت أهم مقاصد ما سمي العولمة وكذلك فجوة الثقة بين ما يجب ان يكونوا متجانسين في تموضعات يجب ان تسخر لخدمة الوطن و لتكون الفجوة بكل الاتجاهات والتخندقات.
وطالما نتكلم عن الفجوات فلابد من التطرق لاقساها واكثرها سلبية الفجوة بين متطلبات الاجور والدخل والتي تتزايد باستمرار لدخل محدود للأغلبية من موظفين مدنيين وعسكريين و ارتفاع اسعار مستمر مجهول الهوية فقبل يوم من التجديد الحكومي نفاجأ بأسعار الاسمنت وتعرفة الخليوي ليتبع بالدخان و نجهل ما يليه ولنكون في ظل فجوة المعرفة والتي ذهبت لموضوع الاشاعات والتخمينات ووو.
و لنذهل ونخاف من فجوة لا نتمناها بالنية لزيادة الأجور وهي فجوة كبيرة بين ما يجب ان يكون وما نفعل.
فلم تثمر اي زيادة سابقة بتحسين معيشة المواطن وإنما زادت فجوة المعيشة وسط فوضى الأسعار و تعجيز التدخل و ترقب سعر الصرف وليكون أي حديث عن رفع الأجور زيادة خوف المواطن من الفقر والعوز والجوع و زيادة الفجوة بين الخوف والامان.
وأخيرا وكما احتوى التوجيه الأخير للحكومة بالانفتاح للاعلام و ما يحمله من امور قد يراها المسؤول سلبية لفجوة بعده عن الواقع وقد تكون ايجابية و تحمل له حلول إن كان ممن لا يقبلون فجوة بين واحباته وممارساته.
ومذلك بالاسراع بالاصلاح الاداري وردم الفجوة الكبيرة بالتعيينات بين الكفاءة والمهارة والنزاهة وبين المحسوبيات والدفع وغيره.
وردم الفجوة بين القانون والفساد الفجوة التي طالما كبرت ككرة الثلج.
ومن دون ردم هذه الفجوات.
زادت فجوة بين المواطن والوطن لليوم هامشية محدودة وبين ما سنفرضه وما يفرض علينا.
وردم الفجوات لا يأتي بالتنظير والتمني وإنما بالسلوك والمتابعة والمحاسبة.
وكلما كانت الفجوة بين المواطن
والإعلام معدومة كان ذلك دليل واقعية وشفافية وصدق ومصداقية الاعلام .
الدكتور سنان علي ديب