على كل مفترق في الحرب الاستعمارية التي تستهدف سوريا يطل السيد وليد جنبلاط بتصريحات وخطب عدائية مشحونة بالأحقاد والكراهية المستعصية وقد شرعت تلونها الخيبات المتلاحقة منذ السقوط الشنيع لروزنامة فيلتمان الذي وعد “البيك” شهرا خلف شهر بإتمام المهمة في دمشق وانتظر طويلا إلى أن أغرقته الخيبة المرة مع صاحبه ألف مرة.
أولا راهن جنبلاط قبل أشهر على حركة بندر بن سلطان بناء على نصيحة صاحبه عبد الحليم خدام الذي دعاه للإقلاع عن التشاؤم وتابع جنبلاط بشغف وبحقد أعمى فصول الخطة الأميركية السعودية التي حشدت فيها جحافل القتلة والتكفيريين وفلول القاعدة من ثلاثة وثمانين دولة في العالم لإنقاذ العدوان الاستعماري الذي عجز طيلة عامين ونصف عن تدمير الدولة الوطنية السورية وفشل في إخضاع إرادة المقاومة السورية الوطنية التي يمثلها الرئيس بشار الأسد الزعامة الوطنية العروبية التي خابت آمال جنبلاط وأمثاله في زعزعتها على رغم ما حشد من اموال وإمكانات وخطط خبيثة في تلك الحرب الكونية التي استهدفت الدولة الوطنية السورية ورئيسها وكان جنبلاط يحث بندر وعبد الحليم خدام على المزيد من فصولها الدموية منذ اغتيال كبار القادة العسكريين .
جنبلاط يعيش مرارة شديدة بعدما بذل قسطه من المحاولات الفاشلة في الحرب على سوريا ومن السويداء تكشف عجزه الكلي عن شراء ولاءات الناس رغم ما رصد له من المال السعودي والقطري وكانت لجنبلاط مساهماته المباشرة التي أشرف عليها شخصيا في تكوين عصابات المرتزقة وهو كان رديفا للحريري في الحملة الإعلامية على سوريا كما في تصدير الأسلحة والمسلحين وتكليف ضباط امن لبنانيين بالعمل في خدمة عصابات الإرهاب التي قدم لها جنبلاط مراكز تدريب وتجنيد وساهم في سعيها لشراء ضباط وشقهم عن الجيش العربي السوري كما باع للعصابات كميات من صواريخ حزبه الاشتراكي وحصد مالا وفيرا وثمة من يثير شبهات عن صلة لحزبه بتاجر الأقنعة الذي ضبط في صفقة مهربة عشية عملية الغوطة الكيماوية وهذا كله منشور ومتداول إعلاميا بدون أي رد مقنع.
ثانيا بعد اتضاح الفشل البندري راهن السيد جنبلاط كما الحريري ومشغلهما السعودي على العدوان الأميركي وترقبوا ترجمة تهديد أوباما بفارغ الصبر وقد عرض حكام الخليج أصدقاء الزعيم الاشتراكي نصف تريليون دولار على الولايات المتحدة لشراء الحرب على سوريا وصدم المخططون الأميركيون بالاستعداد السوري للمقاومة وبالتحرك الإيراني الحليف ومن ثم بالحشد الروسي الذي ارتكزت إليه مبادرة ردع العدوان التي أغاظتهم كثيرا لدرجة ان هؤلاء وهم دعاة الاستسلام لإسرائيل بأي ثمن تنافخوا شرفا على ما أسموه التفريط بالسلاح الكيماوي السوري وكأنهم بالأصل يتبنون فكرة امتلاك أي مقدار من القوة الرادعة للآلة الحربية الصهيونية وللتاريخ قوله الفاصل في تواطئهم على المقاومة كخيار وممالأتهم لها نفاقا بعد اختبارات القوة الفاشلة في محاولاتهم المتكررة للنيل منها.
إنها الحمى البندرية تختصر حالة من الهذيان والكراهية الجنبلاطية المزمنة اتجاه سوريا وزعيمها المقاوم الذي يعترف الغرب بتأييد غالبية السوريين له ويتوقعون فوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة ومشكلة جنبلاط مع سوريا والأسد ليست في نقص الديمقراطية التي لاعلاقة لها بزعامة جنبلاط ولا بتقاليد حزبه .
المشكلة الجنبلاطية الفعلية هي مقدار تورط البيك في المؤامرة على رئيس بدأ ت تلوح مؤشرات انتصاره في حرب كونية ومعها يتبدى للسيد جنبلاط مثل الكوابيس ألف سؤال وسؤال عن دور سوريا الإقليمي وموقفها ممن تآمروا عليها والحساب طويل .
ثالثا لا بد أن السيد جنبلاط الذي حرص أصدقاؤه الروس على إفهامه وتحذيره من البداية يتذكر ما قيل له عن استعداد الإمبراطورية الروسية للذهاب حتى النهاية في الوقوف إلى جانب سوريا ورئيسها وهو يتذكر ايضا ما يعرفه من معلومات عن الصلة التحالفية الاستراتيجية بين سوريا وإيران وقد أتيح له التعرف على الكثير من ملامح قوتها عندما كان يلعب دور الحليف والصديق الموثوق في سوريا وخلال مراحل لبنانية متعددة حصدت له المغانم السياسية والمالية وحصصا نفطية وفيرة ،لكن داء النسيان شرع يفتك بعقله المنتبه والحقد يعمي البصيرة كما يقال ويضيع العقل في متاهة عمياء.
سوريا الذاهبة نحو انتصارها الكبير سيكون لأمنها القومي معنى يعرفه السيد جنبلاط وهو ما تقوله القيادة السورية بكل صراحة فلا يمكن حماية استقرار سوريا دون إعادة ترتيب الجوار السوري وهذا يتصل بدور سوري وبكلمة سورية فاصلة في الأوضاع الداخلية والسياسات والتحالفات التي ترسو عليها قضية فلسطين وأحوال دول الجوار أي تركيا والعراق والأردن وطبعا بيت القصيد الجنبلاطي لبنان الذي لن يستطيع الوسطيون طويلا منع وزاراته وأجهزته الأمنية من إرسال الموفدين إلى دمشق كما تفعل الوزارات وأجهزة الأمن في ألمانيا وأسبانيا وإيطاليا وقريبا في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.