و في الراهن العربي هناك مصاديق عديدة حيث ألمت النكبات الأمنية و السياسية بأكثر من دولة عربية و قد تسببت هذه النكبات في تهشيم الأمن القومي و الثقافي و الإستراتيجي ..
و الدول التي تعتبر الأزمات مصدر تعلم و ترشيد و توجيه و تقويم الإعوجاج هي الدول التي يقوى عودها و تحصن راهنها و مستقبلها ..
و لأن سورية على أبواب الإنتصار العسكري و السياسي , فلابد من إعداد مشروع ثقافي متكامل قاعدته ثقافة البناء في كل التفاصيل , و حتى لا يصبح الفراغ سيد الموقف بعيد الإنتصار مباشرة فلابد من إعداد مشروع وطني سوري شامل أساسه ثقافة البناء : في الثقافة و التربية و التعليم و الزراعة و الإعلام و الصناعة و الإقتصاد و ألإجتماع و الأمن و العسكرية و التقانة و المعلوماتية و النفسية و قبل هذا و ذاك ثقافة الإنسان السوري المتسامح و الواعي الذي يجب أن يتخلى عن فقه الثأر و القصاص لأن ذلك سيبقى الواقع السوري عرضة للإرهاب الدائم ..
وقبل الدخول في كل هذه التفاصيل , لابد أن تتبلور ثقافة البناء و تسري مبدئيا في كل وسائل الإعلام السورية بشقوقها المرئي و المسموع و المكتبوب و الإلكتروني على شكل برامج ووثائقيات و ترويجات ..
و تحصين الأمن الثقافي الوطني من شأنه أن لا يجعل بعض الشباب السوري عرضة للتكفير , و بالتالي الإستهانة بالفرد و المجموع و الدولة ..
و في نظري أن الآوان حان لبداية وضع الخطوط العريضة و التفصيلية لثقافة البناء في سورية , و أدعو القيادة القطرية ووزارة الثقافة و الإعلام في سورية لإعتبار هذه الورقة اللبنة الأولى , و قد وضعت تفاصيل كاملة سيتم نشرها تباعا , و النصر الكبير يجب أن يفرز ثقافة كبيرة تواكبه , و من باب الوفاء لشهدائنا التمكين أيضا لثقافة الشهادة , و كنت دعوت الرئيس العربي السوري الدكتور بشار الأسد إلى تأسيس وزارة للمجاهدين أو الشهداء للإعتناء بعوائل الشهداء و ذويهم و تجنيبهم المعاملات الروتينية بالكامل و أتصور أن الإقتراح لاقي إستحسانا من قبل الرئيس السوري ..
و سأقوم بنشر دراسات عن ثقافة البناء في سورية بعد الإنتصار في مختلف تفاصيل الدولة و المجتمع ..ثقافة البناء في الثقافة و التربية و التعليم و الزراعة و الإعلام و الصناعة و الإقتصاد و ألإجتماع و الأمن و العسكرية و التقانة و المعلوماتية و النفسية و المناهج و المسرح و الرواية و بهذا الشكل سنضمن لأجيالنا السورية و العربية إنتصارا يدوم ويدوم ..
و من لا تاريخ له لا راهن له و لا مستقبل له ….إن التاريخ المشوّه يورث حاضرا و مستقبلا مشوها ….إن إخفاء التاريخ هو أخطر ما تعاقب به أمة من الأمم ….والأمة التي لا تبحث عن تاريخها …ستضيع هويتها و ذاتها …ومن إكتشف قوانين التاريخ عصم مستقبله من الأخطاء الكبرى .
د