المتشـــــــائم يخـــــــــون أرواح الشــــــــهداء ــــــــــــ
سورية لا تموت ، تجوعُ نعم ، تَعْرى نعم ، تُدَمّْرُ نعم ، لكنها لا تموت
مئات الآلاف من الشهداء ، دفعاً للعدوان ، وثمناً للنصر ، فسورية لن تموت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ التشاؤم لا يجردُ الغدَ من مآسيه ، بل يجردُ اليومَ من أفراحهِ ]
[ فمن التشاؤم ، يتولد الاحساس بالمرارات ، والغم ، والكآبة ، والشعور بالنقص ، ومن ثم احباط المواطن المتعب .]
لذلك : المعيارية الوطنية ، ونفوسنا الأبية ، وفطرتنا الصادقة كلها ، كلها تقول لنا :
رغم كل المرارات ، نجوع نعم ، نعرى نعم ، ولكن لن نفقد الأمل ، فالأمل بالنصر حقيقة لا مراء فيها ، لأن البديل الموت .
بنـــــــــاءً علــــــــى هــــــــذين المتنــــــــاقضين نقـــــــــــول :
على كل وطني عاقل ، أن يعترف ببعض المسلمات :
ــــ لم نشن نحن حرباً ضد أحد ، فالحرب شنت علينا من القطب الأمريكي بكامل أطرافه ، وأدواته من المتوحشين الاسلاميين ، مع عملاء الداخل ، بعون من المال النفطي الخليجي ، وليس لنا في تفجيرها ناقة ولا جمل .
ــــ كان الهدف من الحرب تدمير سورية ، وتفتيتها ، وهذا يقود حتماً إلى تفتيت جميع دول المنطقة ،
ــــ حصار ايران ، وروسيا ، والصين .
ـــ اطلاق يد ” اسرائيل ” على المنطقة ، لتعمل على تفتيتها ، واستعباد شعوبها ( غوييم ) .
إذن حــــــــــرب قطــــــــب كامـــــــــل فُرضــــــــت عليـــــــــنا .
فهــــــل كـــــان أمامـــــنا إلا المواجــــــهة ، والتحــــــمل ؟؟؟؟
هذا التصدي الشجاع لقطب معادٍ ، والصمود المذهل ، دفع ايران ، وروسيا ، والصين ، لنصرتنا ، فتحولت الحرب إلى حرب العالم في سورية .
ورغم ألف جبهة وجبهة ، تمكنا من تحرير غالبية التراب السوري ، ومن حرر الكثير قادر على تحرير القليل .
هذه الانتصارات التاريخية ، أدت إلى هزيمة قطب بكامله ، وعلى رأسه ” اسرائيل ” وخسران جميع حلفائه ، وتوابعه .
ونحن الآن في حضرة انتصار ، نعم في حضرة انتصار ، هذا الانتصار يأمرنا بخفض الرأس ، لشهدائنا ، وصبرِ وتحمل شعبنا للجوع ، والعوز .
حرب لعشر سنوات ، وحصار مطبق لعشرٍ قبلها ، وحرماننا من الدواء ، والغذاء ، وما أضافه الفاسدون المفسدين في الداخل ، لهذا الواقع المر ، لابد وأن يجعل أسباب المعيشة لأصحاب الدخل المحدود صعبة جداً .
رغم هذا الخضم المتلاطم من الموت ، والجوع ، والدمار ، الذي لا يمكن حصره ، كان حصادنا المدفوع الثمن وفيراً ، ألا وهو الانتصار .
ـــ الانتصار الذي حافظ على وحدة الأراضي السورية ، كما حافظ على القضية الفلسطينية حية ، وحال دون تمزيق جميع الدول العربية بما فيها دول الجزيرة العربية نفسها .
وقـــــــال لإســـــــرائيل قــــــــفي فالـــــزمن لــــــم يعـــــد لـــــك ..
ـــ أعطى الشرعية لولادة القطب المشرقي ، الذي فرضته الضرورة ، لأنه أقام التوازن العالمي ، وأوقف التوحش العدواني الغربي ، والذي ستكون سورية بوابته الأهم ، نحو الغرب والشرق .
ـــ الانتصار على الفقه الاسلامي الأسود ( الاخونجي ، والوهابي ، وكل تفريخاتهما ) قاتِلةُ العقلِ ، والإنسان ، وسنبقى نلاحق ذيولهما ، وفضح الملوك العملاء ، بعد أن بينت الحرب التخوم بجلاء ، بين الشعوب المقهورة ، وبين ملوكها القادمين من مجاهل التاريخ ، وفقههم الأسود .
[ فتـــــعالوا نتصـــــارح ســــــوياً ، وبمنتــــهى الموضــــوعية : ]
لو نجح العدوان ، كيف كان حالنا :
سورية خمس دويلات ، طائفية ، وقومية .
لا جيش .
دمار دمشق ، وجميع المدن التي لم يطالها الارهاب .
موتٌ يضرب بعشرة أضعاف .
إذن :
نعم نحن في حالة جوع وعوز ، ولكننا حافظنا على وحدة أرضنا الوطنية ، كما أنقذ جيشنا البطل الكثير من الموت الاضافي .
أما الجوع والعوز فهو آني ، ومرحلي ، فسورية ولادة ، وستجد كل الحلول لمجتمعها بعد الانتصار المبين ، الذي يراه المتشائمون ، والطابور الخامس بعيداً ، ونراه قريباً .