سلاماً أيها الوادي الكسيحُ..وأنت هناك تضنيك القروحُ
ضننت بعيشنا حتى غدونا..كعصفٍ والدُّنى غيثٌ وريحُ
تسوَّرَنا اللصوصُ غداة نحسٍ..وعاث بخطوِنا الزمنُ القبيحُ
طُغاةٌ والمناياتحتطبنا…ذبيحٌ خلفهُ وطنٌ ذبيحُ
ونخلٌ في مداه بلا رؤوسٍ…وروضٌ يابسٌ وندىً شحيحُ
تقاذفنا المنافي صوب حتفٍ…ويلهو في مفازتنا الفحيحُ
يتامى..والثكالى مُتعَباتٌ…وشحَّ بأرضنا قبرٌ فسيحُ
وتترى الموجعاتُ بكلِّ حينٍ…وتكثر في قصائدنا الجروحُ
ونغفوا إذ تكللنا الرزايا…ونصحوا صوب امرأةٍ تنوحُ
فلا في أفقنا أملٌ يرجّى…ولا في ساسةٍ رجلٌ فليحُ
زرافات أتو من كل حدبٍ…يقود خطاهمُ المَهِقُ النطيحُ
فعاثوا في البلاد طغىً وجوراً..وضاقت من فعالهمُ السفوحُ
غدت ملأى بطونهمُ ضريعا.ً..ومن أفواههم نتنٌ يفوحُ
ولن تلقى بمذهبهم رشيداً…وأنكَرَهم (محمدُ)و(المسيحُ)
فيا بغداد إنّا محض بلوى…ودمعٌ في مآقينا يلوحُ
شهيدٌ لم يجد في الأرض رمساً…وناءَ بقيحهِ جسدٌ جريحُ
وحزنٌ في ربانا كل يومٍ…يقضُّ نهارنا باغٍ جموحُ
إذا مارمتَ للعليا دروباً….فَسِر حتى يسابقكَ الطموحُ
تعيش المكرماتُ سطور مجدٍ…ويبقى تحت هامشها القبيحُ
……………
د . جليل البيضاني / القاهرة /18 اكتوبر 2020