أدمَنتُ عِطرَكِ سالِفَينِ و فاها
يَنشقُّ عَنْ جُوريَّةٍ .. سِيماها
ورسمتُها في مُقلَتيْ مَقطوفَةً
عَنْ أحمَرٍ في بَتْلَتَينِ و .. آها
وعَتبْتُ ..أنَّ الوردَ لا يَرقَى إلى
ما بالشِّفاهِ مُكدَّسٌ .. أوراها
فَتجارِبِيْ .. في الثَّغرِ راحٌ بارِدٌ
و الوردُ لا يدنو إلى مَعناها
قد يرتقيْ إنْ لامَستْهُ بثغرِها
أو يرتويْ مِنْ ضِحكةٍ وسِواها
لكنْ يظلُّ بِنوْرِها مُستَوحِياً
…. لِشِفاهِهِ ألوانَها أشْباها
ويَصيرُ إنْ عَطِشتْ كما أسدائِها
تَمتصُّ مِنْ وَلَهِ الحَبيبِ نَداها
وحَيَاؤهُ كالرِّيحِ وهي تَزورُها
تَعتَلُّ مِنْ قُبَلٍ …. ولا تَنهاها
و الوردُ يَبْسِمُ مَرَّتَينِ لِيومِهِ
وشِفاهُكِ السَّكرى على نَشْواها
وأنا المُجاهِرُ بالحَرامِ سُلافَةً
وعلى شِفاهيْ لَيلُها و ضُحاها
قَبَّلْتُها باللَّيلِ فانفَجرَ السَّنا
وبِوهجِهِ قد حِرتُ ..كَيفَ أراها
وشممْتُها والشَّمسُ بينَ حواجِبيْ
فَقبَسْتُ مِنْ أثَرِ البَسيمِ شَذاها
فَتركْتُها …. لكنْ بِقلبيْ غَصَّةٌ
…… ألّا أكونَ سَلبْتُها تَقواها
الشاعر حسن علي المرعي ٢٠١٨/١/٢٩م