اللّيلة الّتي ألغيت فيها ميعاد أُفول نجم التّمنيّ؛
كُنت عندِ الأطلال على شَفا غروبِ الشّمس
من ناصية الاِنتظار تحتَ ظِلّ هامة الشّفق…
لم يكن ضوء القَمر؛
أنا الّذي كنتُ ألوح في الأُفق…
تِلكَ اللّحظة سَكنَ في جوفي نَيزكاً على هيئةِ بدر !
ذراعي القَصيرُ دوماً كان طويلاً حينها
من شدَّة نُضوج أجنحة الغَسق !
فلا تَلُم أنامل الشَمس يا أيّها الفلق.
تلكُمُ هيّ قصبتي الهوائيّة بعثَرتها أنين الأصوات
المُشعّة المنبعثَة من أعماق بحر هواجسي !
لذا أصبحتُ أبكم الحواس.
لَملِمني يا شتات الشُّهُب؛
أنا الصّخرُ المُصطدِم بكواكبِ القَلق…
يا سلسبيل لا تثملني !
عنفواني، جنوني، شرودي…
ضَعها في قنانٍ من ورق !
و إجعل رحيق الصّباح منهلاً
من أسئلةٍ عقيمة عن اللّيل !
كأن يبكي ضوءاً.
يا ريح الظّن إحقن شكّي يقيناً بأنّني حيّ !
إمسح غُبار الفَجعات من عجقةِ أفكاري المُشتّتة،
فأنا السُكْرُ في قاروراتِ خمرِ الأجوبة الفلسفيّة…
إعتِقني يا بيداء الفراع.
قد تُنجبُني النّار؛
تعلّمتُ أن اَحترق عندما كُنتُ حطباً
لمحاولاتي الفاشِلة في الموت،
فقد كانت البداية !
بعدما أصبحتُ جمراً ثمّ اِنطفأت…
ولدت من الرّماد من جديد كطائر الفينيق !
فكيف يكونُ لي قلباً من ماء؟
هل أخلع جسدي المحظور من الأحضان؟
أذكُرُ أنّني كنتُ قُنفذاً !
قتلت أحبابي…
فقد كانو قريبين جداً من شدّة حسنِ ظنّهم بي.
فأمسيتُ وحيداً.
الآن؛
و بعدما اِمتزج الإنس بالجّان !
إنسٌ شيطان و جانٌ كماردٍ من وحيّ طيفٍ من هُلام !
فكيف الخلاصُ منّي و كيف الموتُ و كيف الحياة؟
أُريد أن أُقدم هديّةً لامرأة عزيزة !
فما عُدت أُجيد الغزل…
كأن أُوصِف شَعرها، عيناها، شفَتاها، قوامها…
جُنونها، رقصها الغَجريّ و هيّ تبكي !
غيرتها حينَ تصمت.
ويحي؛
ما عُدتُ أُجيد الغرق…
قُولي لي يا بائعة الورد !
هل أستطيعُ لمس أشواك الزهور؟
أم ألجأ لبائعة الكبريت؟.
أحمد
نجم الدين – العراق