اعداد : د. سمير ميخائيل نصير
*- سبق وقرأت مقالا بتاريخ 2015/07/16, بعنوان :”كل الدروب تؤدي الى دمشق” كتبه مختصون بالجغرافيا السياسية للعالم العربي… المقال دخل في صلب الأزمة السورية وخرج بنتيجة مفادها أن الخطأ الفادح كان في محاولة التغييب الكامل لدور دمشق في المنطقة… وعندما تظهر بوادر الفشل لن يجد الجميع سوى تغيير المسار وسلوك طريق دمشق.
*- أيضا, سبق وأن نشرت سابقا على صفحتي ملخصا لأربعة كتب سياسية تحمل ذات العنوان. ,
*- العناوين الموحدة للكتابين والمقال, دفعتني للبحث عن منشورات أخرى فرنسية تحمل ذات العنوان, فوجدت ضمن ما وجدت, أن الحكمة في مصطلح “الطريق الى دمشق”, بدأ قبل القرن الثامن عشر واستمر حيا الى اليوم وتستخدمه شتى مفاصل الاعلام من أفلام وكتب وروايات ودراسات ومقالات صحفية.
*- من خلال متابعتي لملخصات ما نشر أيضا تحت ذات العنوان, وجدت أن هذه الجملة استخدمت في أكثر من مجال, منها :
– كتب وأفلام دينية تروي قصة رحلة بولس الرسول الى دمشق بهدف ملاحقة المؤمنين بالسيد المسيح ومعاقبتهم, واهتداؤه في دمشق الى المسيحية وترحاله في أرجاء المعمورة للتبشير بها.
– كتب تروي انطباعات رحالة زاروا منطقتنا, ووجدوا أن من يريد أن يعرف الشرق عليه أن يسلك طريق دمشق.
– كتب وأفلام تروي قصصا من صميم المجتمع, تنتهي فيها القصص بالتصالح ونشر المحبة, وقد استعير العنوان “كمصطلح” للتعبير عن تحول الكراهية الى محبة ووئام.
– كتب سياسية تحاكي واقع منطقتنا الحالي, لتبين أن تدميرها يبدأ من دمشق وبقاء دمشق ينقذها, وعند الأزمات تبدأ الحلول وتنتهي من دمشق.
*- عناوين الكتب والروايات والأفلام :
1- كتاب : الدروب الى دمشق, تيودور باريير Théodore BARRIÉRE, دراما من ثلاثة فصول, طبعة أولى 1878, طبعة ثانية 2009, طبعة ثالثة 2010, طبعة بالإنكليزية 2010, 126 صفحة..
2- كتاب : الطريق الى دمشق, ليون دو تانسو Leon De TINSEAU, طبعة أولى 1894, طبعة ثانية 2012, طبعة بالانكليزية 2013, 385 صفحة.
3- كتاب : الطريق الى دمشق, جيروم وجان تارو Jérôme & Jean THARAUD, طبعة أولى 1923, طبعة ثانية 2010, 294 صفحة.
4- فيلم سينمائي : الطريق الى دمشق (اهتداء القديس بولس الى الايمان), اخراج ليف شيفر Lev CHEFFER, 1927.
5- فيلم سينمائي : الطريق الى دمشق اخراج ماكس غلاس Max GLASS, 1952, 108 دقيقة.
6- فيلم تلفزيوني: الطريق الى دمشق (وثائقي عن الكنائس في سورية), 1964.
7- فيلم تلفزيوني اجتماعي كندي: الطريق الى دمشق, اخراج جورج ميهالكا Georges MIHALKA, 1988.
8- رواية : الطريق الى دمشق, ضمن سلسلة القصص التاريخية, 2012.
9- كتاب : الدروب الى دمشق, بيير بورداج Pierre BORDAGE, طبعة أولى 2005, طبعة ثانية 2007, 504 صفحة.
– في صفحات هذا الكتاب, يمزج الكاتب عبر تفاصيل دقيقة بين الروحانية والسياسة… أمام السيل الاعلامي لتشويه الاسلام في الغرب وبالأخص الغرب الأوروبي.
– يتهم الكاتب الولايات المتحدة بالتخطيط والعمل الحثيث لترسيخ الشرخ الأوروبي الاسلامي مستفيدة من استسلام الغرب الأوروبي لها وعدم فرض حضوره المطلوب.
– في محاولته لإقناع القارئ برأيه في حل هذه المعضلة التي تخلق تنافرا بين شرق المتوسط وغربه… يعود الى التاريخ ليبين أنه من دمشق انطلقت المسيحية وفي دمشق تأسست أول دولة اسلامية… وفي دمشق تعايشت الأديان… ليدعو الى اتخاد نموذج دمشق المتعايش والمتآخي… وكأنه يدعو الغرب للذهاب الى دمشق للتعلم كيف تعيش مجتمعات مختلفة العقائد بود ومحبة واحترام… ويتساءل بالنهاية هل العالم أصبح بحاجة الى نبوة أخرى ؟؟
10- كتاب : سورية, الطريق الى دمشق, هوغيت بيرول Huguette Pérol, 2013, 118 صفحة. نشرت ملخصا له على صفحتي بتاريخ 2013/09/17.
– في كتاب مقنع جدا وبدون مفاخرة, الفرنسية هوغيت بيرول المولودة في تونس وزوجة أحد الدبلوماسيين تذكر بجوهر سورية, بتاريخها العريق إلى ما قبل الألفية السابعة قبل الميلاد, بحضورها وأثرها التاريخي المسيحي والاسلامي وبرجالاتها العظام وبمأساتها الراهنة.
– تضيف الكاتبة أنه منذ عام 2011, و”الربيع العربي” يحتل مساحة هامة في مختلف وسائل الإعلام.
– الأزمة السورية الخطيرة الراهنة غدت أكثر اهتماما في الغرب, لأن هذا البلد يحتل موقعا رئيسا في المنطقة وجوارها, لذلك هنالك تشويه متعمد عن الجيش العربي السوري الذي يعمل لاستعادة الأمن والاستقرار في بلده.
– تبين الكاتبة ان سورية هي أرض تلاقي الحضارات الكبرى, مسيحيون ومسلمون يعيشون سوية. المسيحيون موجودون منذ تلاقي الرسول بولس مع السيد المسيح على طريق دمشق والمسلمون موجودون منذ بدء انتشار الرسالة القرآنية في المنطقة. ومع أن كلا منهم متعدد الطوائف الا أن هؤلاء السوريون متحدون وبارتباط واحد مع وطنهم.
– تناولت الكاتبة تاريخ سورية بحقائقه الحالية على المستويات السياسية والثقافية والدينية, والدور الذي تلعبه دمشق في كامل المنطقة. ان روايات العديد من الشهود السوريين والسوريات الذين عايشوا بوجودهم المآسي اليومية للأزمة الحالية بما فيها من حرب وتفجيرات,
– تنهي المؤلفة هذا الكتاب “مدونة الواقع الساخن لبلد يعتز شعبه بكرامته”.
11- كتاب : الدروب الى دمشق, الملف الأسود في العلاقات الفرنسية- السورية, كريستيان شيسنو Christian Chesnot وجورج مالبرونوGeorges Malbrunot , 2014, 396 صفحة. نشرت ملخصا له على صفحتي بتاريخ 2014/11/12.
– قدم للكتاب الجنرال فيليب روندو Philippe Rondot المدير السابق للمديرية العامة الفرنسية للأمن الخارجي.
– يبين الكاتبان أنه لطالما في الغرب لا تكون التصريحات والمواقف عن الشرق الأوسط مطابقة للحقائق فان ما يتضمنه الكتاب يزيح القليل من الغبار, وهذا القليل يكشف عن أمور صاعقة ومنافية للمنطق وتثير الدهشة!!!.
– يسرد الكتاب أشكال وحيثيات التغيرات التي طرأت على العلاقات الفرنسية السورية خلال 40 عاما مضت, والتي شهدت تقلبات ومواجهات وأيضا أشهر عسل حقيقية أكثر منها مؤقتة أو مرحلية.
– يتساءل الكاتبان : لماذا كل هذه الأخطاء المرتكبة تجاه سورية ونحن الأكثر دراية من بين كل دول الغرب بنمط تفكير واسلوب العمل السياسي والدبلوماسي للدولة السورية.
– يبين الكاتبان بأن تصرفات الرؤساء الفرنسيون المتعاقبون تجاه سورية غلبتها العديد من المصالح, فكانت أحيانا متسرعة وارتجالية, وهذا ما أدى الى الجمود الذي يلاحظ اليوم والذي لا تعرف السياسة الفرنسية كيفية الخروج منه بعد ما يقارب من 4 سنوات من الثبات السوري تجاه ما خطط لحدوثه في سورية.
12- كتاب دروب دمشق, جنيفيف زوبير Geneviève ZUBER, 2003, 175 صفحة. نشرت ملخصا له على صفحتي بتاريخ 2016/03/06.
– المؤلفة : صحفية, سافرت العديد من المرات الى الشرق الأوسط. قضت فترة طويلة بدمشق عام 2002, زوجها جان-جورج زوبر، بروفسور في المعهد العالي السويسري للسياحة, ساهم معها في كتابة الجزء الثاني من هذا الكتاب.
– من خلال فضول ورغبة كبيرة للفهم أكثر, سلكت الكاتبة طريق دمشق, أقدم مدينة في التاريخ مأهولة حتى اليوم.
– رأت الكاتبة أن سورية قلقة… ولكن هذا القلق… لم يبدد سحر دمشق.
– سردت الكاتبة الواقع في دمشق بشكل يومي في ربيع العام 2002.
– خلال 4 أشهر, كانت على اتصال دائم مع عائلات تقيم في دمشق.
– اقامت في حي باب توما المسيحي, ولكنها اكتشفت فورا أن العيون والقلوب مفتوحة على مصراعيها بين كل طوائف وشرائح المجتمع السوري.
– تكرر في صفحات كتابها ما كانت تشهده كل يوم, وهو أن, ما أن تحتاجه لنفسها أو تحتاجه الناس في دمشق, ليس من الضرورة أن يتطلب تمهيدا عبر خلق صلات… لأن الود والعاطفة وخدمة الآخر هو في قلب العلاقات… – كتبت : أن هذه المدينة لا تحتاج الى “فك التشفير” لأن لا غموض فيها فيما يتعلق بعلاقات الناس مع بعضهم.
– وجدت في حوارها مع الناس, مسيحيين ومسلمين” أن الجميع لديهم “نفس الله “. وشعرت بذلك عند زيارتها للجوامع والكنائس والأضرحة والأماكن الأثرية.
– ان نموذج التعايش الودود في المجتمع السوري بشكله الانساني والفكري والأخوي والسلوكي كان مفاجأة للكاتبة وشكل لها انبهارا.
– كتبت في نهاية كتابها : “لأني أردت أن أكون العابرة من والى سورية, التي لا نعرف الا القليل عنها… من أجل ذلك كتبت”.
*- وبعد… أخي في وطننا الجريح… كن أكثر من واثق… أن دمشقنا كانت محجا للعالم منذ الخليقة وستبقى… أن دمشق تذيق السم لمن يؤذيها وتعطي الترياق لمن يتوب… حقا… حقا… سورية من بركة دمشقها… الله حاميها.