أنهى الجيش العربي السوري أمس طوقه حول الإرهابيين في قارة وتمكن من السيطرة على عدد من المراكز الرئيسية داخل البلدة ومنها مديرية الناحية، كما ضيق الخناق على المسلحين في الريف الجنوبي للعاصمة وخصوصاً في يلدا وببيلا.
وأكد مصدر عسكري سوري لـ«الوطن» أن الجيش قطع الطريق الدولية عند نقطة حسية باتجاه دمشق والقطيفة باتجاه حمص بعد تسجيل عدة حالات قنص حصلت على السيارات المدنية التي كانت تعبر صباح أمس، مشيراً إلى أن إغلاق «الطريق الدولية لن يستمر طويلا والهدف منه حماية المدنيين وسيتم فتح الطريق فور تأمينه وأنها «مسألة ساعات».
ومن جهة ثانية، ذكر عدد من الأهالي في النبك ودير عطية في اتصال هاتفي مع «الوطن»، أن الجيش زلزل منذ ظهر أمس جبال القلمون حيث استهدفت المدفعية والطيران آليات عناصر جبهة النصرة وتم تدمير عدد كبير من الآليات المحملة بالدوشكا وعدد من المصفحات بمن فيها.
وقال الأهالي: إن مدينة قارة شهدت حركة نزوح كثيفة باتجاه النبك ودير عطية وعرسال اللبنانية بعد دخول المئات من الإرهابيين قادمين من عرسال حيث عاثوا فساداً واحتلوا المنازل وهجروا السكان.
وتمكن الجيش من صد عدة محاولات تسلل من جهة تلكلخ والحدود الشمالية للبنان وقتل كل من حاول تدنيس الأرض السورية.
وأكد الأهالي في شهاداتهم لـ«الوطن» أن هناك عدداً من جثث الإرهابيين على الطريق الدولية وبعد معارك عنيفة مع الجيش استمرت طوال بعد ظهر أمس وهناك العديد من الآليات ذات الدفع الرباعي المحروقة والمدمرة قرب الطريق الدولية.
ويأتي تحرك الجيش لفرض سيطرته على بلدة قارة بعد عدة نداءات من الأهالي عن وجود عشرات الإرهابيين الذين يحتلون القرية ويهددون الآمنين ويتنقلون ما بين القرى.
ومع إحكام الطوق على قارة يكون الجيش قد أحكم سيطرته على كامل المنطقة الشرقية من حمص إلى دمشق ولا مفر أمام الإرهابيين سوى العودة من حيث أتوا إلى عرسال اللبنانية.
وفي الريف الجنوبي للعاصمة، علمت «الوطن» أن الجيش حقق تقدماً في معاركه ضد المجموعات المسلحة في بلدتي يلدا وببيلا، ليضيق بذلك الخناق أكثر فأكثر على تلك المجموعات التي انحصر وجودها بعد انتصارات الجيش في هاتين البلدتين إضافة إلى الحجر الأسود ومخيم اليرموك والتضامن.
وفي الغوطة الشرقية نفذت وحدات من الجيش عمليات ناجحة قضت خلالها على مجموعات من المسلحين في مزارع النشابية ودير سلمان والمليحة.
إلى ذلك ذكرت مصادر إعلامية متطابقة أن الجيش بسط سيطرته أمس على بلدة الحميرة شرق دير عطية، بينما استشهدت مواطنة أمس جراء اعتداءات إرهابية بقذائف هاون على منطقتي القصاع والعباسيين السكنيتين بدمشق.
وفي حلب حقق الجيش تقدماً جديداً بحي الزبدية وأوقع عشرات القتلى والمصابين بين صفوف المجموعات المسلحة في عدد من أحياء المدينة وريفها.
كما أكدت مصادر أهلية متطابقة لـ«الوطن» أن نحو مليون مدني محتجزون في الأحياء الجنوبية والشرقية من حلب لدى المسلحين لاستخدامهم كدروع بشرية تحول دون أي عملية تقدم للجيش في تلك الأحياء بعدما أغلق المسلحون المعبر الوحيد الذي يصل الأحياء بالقسم الغربي من المدينة وفرضوا حظر تجوال ليلي والنفير العام, وفي حمص استعاد الجيش سيطرته الكاملة على جميع القرى والبلدات في الريف الجنوبي الشرقي بعد معارك عنيفة مع المجموعات المسلحة أسفرت عن القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين.