35 شعبة تخصصية لا زالت رغم ظروف الأزمة و الحرب تقدم الخدمات بكافة أطيافها بشكل شبه مجاني . إعداد : د.رفعت شميس . حوار : رنا أمين .
مشفى المواساة واحد من أعرق و أقدم المشافي في سورية
، ماذا تحدثنا عن هذا الصرح الطبي من حيث التأسيس ، الاستيعاب ، الاختصاصات ، توفر الكادر الطبي ، الأجهزة و الأدوية ؟
مشفى المواساة هو المشفى الأم – المشفى الأكبر بسوريا ، تأسس عام 1956م من قبل مجموعة من الوطنيين الموجودين في مدينة دمشق، الذين قرروا تأسيس المشفى و أطلقوا عليه اسم مشفى المواساة و
كان يتبع حينها لوزارة المعارف .
بدأ عمل المشفى بسعة 160 سريراً ، ثم أخذ بالتطور و في عام 2003م تحول إلى هيئة عامة مستقلة لها استقلالية مادية و إدارية و أخذ اسم : مشفى المواساة الجامعي .
مشفى المواساة له شقين بالعمل : شق خدمي و شق أكاديمي .
يعتبر الشق الأكاديمي هو الأساس لكن بفترة الأزمة و الحرب حصل تقدم بالنسبة للشق الخدمي . لكننا نعمل بخطين متوازيين بالنسبة للجانب الخدمي و الجانب الأكاديمي حيث أن كل طلاب الطب سواء بسنواتهم الأولى و في فترة تدريبهم السريري يتلقون تدريبهن بمشفى المواساة .
لدينا حوالي 4500 طالب من طلاب الدراسات العليا و ما يقارب 750 طالب من مختلف شرائح التخصصات الطبية يتلقون تدريبهم بمشفى المواساة بالإضافة إلى طلاب الدكتوراه .
و الجانب الأهم أن من يعمل بمشفى المواساة هم أساتذة و قامات علمية هامة يتولون العملية الأكاديمية بالإضافة للإشراف على العملية الخدمية .
و باعتبار مشفى المواساة المنظومة الأكبر في سوريا يقدم الخدمات الإسعافية حيث يراجع المشفى بقسم الإسعاف حوالي 500 مريض تقدم لهم الخدمات العلاجية كافة .
و يوجد 35 شعبة تخصصية لا زالت رغم ظروف الأزمة و الحرب تقدم الخدمات بكافة أطيافها بشكل شبه مجاني .
كما أن المشفى يعتبر مشفى تحويلي تتحول إليها جميع الحالات الكبرى منها و الحالات الصعبة – الأورام مثلا ، بالإضافة إلى زراعة الكلية و غيرها من الحالات .
يوجد لدينا جميع التخصصات باستثناء الأطفال بسبب وجود مشفى خاصة بهم و التوليد و الجلدية هذا بالنسبة للمشافي التابعة لمنظومة التعليم العالي .
– كيف استطعتم المثابرة في خضم الوضع العام الناجم عن ظروف الحرب ؟
يجب التنويه إلى أن العمل الذي قامت به مشفى المواساة في ظل الأزمة و الحرب هو عمل جبار ، حيث كرسنا عملنا على قاعدة استمرار تقديم الخدمات بالإضافة إلى مواكبة العملية التطويرية التنموية و قمنا بإعادة تأهيل المشفى من خلال عشرات المشاريع التطويرية و التأهلية .
و قمنا بمشاريع تأهيلية لم تكن موجودة حتى ما قبل الأزمة باعتبار مشفى المواساة تأسس بالخمسينات و هو بذلك يحتاج إلى إعادة تأهيل حيث قمنا بتأهيل العديد من المرافق – أقمنا محطة للأكسجين – و قمنا بتأهيل أقسام الإسعاف و نحن الآن نعمل على مشروع ضخم يدعى بالمجمع الإسعافي و هو أكبر مجمع إسعافي بالمنطقة و ليس فقط على مستوى سوريا .
يحتوي على 172 سريراً ، 11 طابقاً – مهبط طائرة – مدرج أكاديمي 30 سريرا عناية مركزة .
بدأ العمل بهذا المشروع في عام 2017م و يتوقع الانتهاء من إكسائه خلال سنة و نصف تقريبا .
و يعد هذا المشروع تغييرا ثوريا بموضوع استقبال الحالات الإسعافية من ناحية أنه مؤهل بشكل كبير لاستقبال الحالات مما يخولنا نحن كمشفى المواساة برفع القدرة الاستيعابية من 500 مريض يوميا إلى 1500 مريض .
و من المشاريع العديدة و الكبيرة التي قمنا بها ، شكلنا وحدات تخصصية بجزء بسيط من التخصص لتحسين الخدمة و تعميق العملية الأكاديمية .
و بالإضافة لتأهيل العناية المركزية – قسم النفسية – قسم الانتانية – قسم الإسعاف المركزي – قسم الأذنية حيث تم إعادة تأهيلهم بالكامل بكلفة عالية جدا للسماح باستقبال جميع الحالات .
أما بالنسبة للأجهزة أصبح لدينا جميع الأجهزة الضرورية مثل جهاز المرنان الحديث جدا الذي يستقبل معظم الحالات من المشفى و من خارجها بالإضافة إلى الطبقي – الإيكو – التصوير البسيط – باختصار يوجد لدينا كل ما هو ضروري بالعملية التسخيصية .
و في سؤالنا عن الأدوية أفاد الأستاذ الدكتور عصام الأمين أنه قد عانينا بموضوع الأدوية من قصة الاستجرار المركزي مما أدى إلى نقص في الأدوية بسبب عدم استطاعتنا إحضار الأدوية إلا من خلال وزارة الصحة مما يجعل العملية البيروقراطية طويلة نوعا ما أما حاليا و في ظل الوزارة الجديدة وزارة الصحة عادوا فسمحولنا بشراء 20% لحين توفر عقود وزارة الصحة .
و حاليا الأدوية الأساسية الإسعافية جميعها متوفرة .
و في معرض حديثه عن قسم الإسعاف صرح الأستاذ عصام أنه يستقبل جميع الحالات و بكافة أشكالها و أنه يوجد 4 غرف عمليات مخصصة لقسم الإسعاف تعمل على مدار 24 ساعة و حوالي 35 سرير عناية .
و بسؤالنا للأستاذ الدكتور عن وباء الكورونا و عمل مشفى المواساة على هذا الصعيد أفاد :
لقد كنا الأوائل بالتصدي لوباء الكورونا حتى قبل ظهور أي حالة إيجابية ، حيث أن أول حالة مؤكدة إيجابية كانت بـ 22 آذار و في أول نيسان كان هناك 20 حالة – المواساة كانت من الأوائل بالتصدي – جهزنا – عملنا غرف عزل – خصصنا أجزاء من العنايات المركزة لموضوع الكورونا – قسمنا الإسعاف جزء لاستقبال حالات الصدرية و الحالات المشتبهة بالكورونا ، استقبلنا مئات الحالات المشتبهة ، و في الذروة الأولى وصلنا تقريبا لـ 170 حالة إيجابية و الحالات المشتبهة المقبولة هي أضعاف هذا العدد و من ثم حصل هبوط في عدد الحالات لتعود بالارتفاع في الذروة الثانية خلال الشهر 11 و 12 من السنة الماضية حيث استقبلنا 350 حالة مشتبهة 120 حالة منهن إيجابية و حاليا بدأ المنحي بالتسطح .
الحالات التي تقوم بمراجعة المشفى هي حالات شديدة و حرجة أما بالنسبة للحالات الخفيفة و المتوسطة ليس لدينا معلومات عنها حيث يتم علاجهم بالمنزل .
و في سؤالنا للأستاذ عصام أنه في حال إحضار طفل لمشفى المواساة هل يتم استقباله أم يتم تحويله لمشفى الأطفال ؟
أجاب الأستاذ عصام : أنه يوجد لدينا بروتوكول معين نسير عليه بالتعاون بيننا و بين مشفى الأطفال حيث أنه إذا كان الطفل صغير و بحالة إسعافية شديدة لا يحتمل النقل يتم إجراء اللازم و بعد استقرار وضع المريض ينقل إلى مشفى الأطفال لموضوع المتابعة
و بالنسبة للعدد الوسطي للمرضى أفاد الأستاذ الدكتور أنه ما قبل الكورونا كان الإسعاف يستقبل بحدود 160 ألف مريض سنويا أي ما يقارب 500 حالة يوميا و العدد نفسه تقريبا بالعيادات .
المرضى التي تقوم بمراجعة الإسعاف قسم منه يتم إجراء اللازم له و يذهب إلى المنزل إذا كان وضعه الصحي لا يستدعي البقاء بالمشفى و القسم الآخر يتم قبوله بالمشفى .
يوجد لدينا الطابق الرابع و الخامس لحالات القبول .
الطابق الخامس بيستقبل الحالات الداخلية الإسعافية ، ينام المريض فيه بين 24 حتى 48 ساعة ، في حال تحسن وضعه يتم تخريجه أما إذا بقي وضعه الصحي سيء يتم نقله إلى أقسام الداخلية .
و هناك طريقة أخرى للقبول و هي أن يراجع المريض العيادة و هو في وضع صحي مستقر لكنه بحاجة لقبول و دراسة حيث يتم هنا القبول عن طريق العيادات و الأقسام .
و عن فكرة مشروع بنك الجلد حدثنا الأستاذ الدكتور عصام :
من خلال العملية التطويرية المستمرة أسسنا بنك الجلد و قمنا بإنشاء وحدة الثدي و هي خطوة غير مسبوقة بمشافي القطر العربي السوري .
بالنسبة لموضوع وحدة الثدي : مريض ورم الثدي بحاجة لمتابعة مجموعة تخصصات و ليس تخصص واحد حيث أن كتلة الثدي يشاهدها الجراح و طبيب الأشعة إذا كانت بحاجة الأشعة و طبيب العلاج الكيماوي و طبيب التجميل و بالإضافة إلى أن المريضة تكون بحاجة دعم نفسي و قد قمنا بجمع هذه التخصصات في مكان واحد يدعى وحدة الثدي بيجتمعوا مبدئيا يومين بالأسبوع و الحالات المشاهدة يتم وضع خارطة طريق لها ( برتوكول ) تسير عليه المريضة من قبل أساتذة و قامات علمية هامة بطبقو كل البروتوكولات المعروفة عالميا حتى الحديثة منها . الدولة السورية مشكورة ما زالت تقدم جميع هذه الخدمات بشكل مجاني .
أما بالنسبة لوحدة الجلد فهي أيضا خطوة غير مسبوقة بمشافي سوريا ، فمثلا مرضى الحروق مما يعانون من إصابات شديدة فيها ضياعات مادية كبيرة خاصة حروق الدرجة الثانية و الثالثة هم بحاجة لضماد ، حيث كان يوضع لهم ضماد صنعي بيولوجي مكلف جدا و غير متوفر بالقطر العربي السوري بسبب حالة الحصار و صعوبة تأمين هذه المواد أما الآن نقوم بأخذ الجلد الفائض من مريض نتيجة عملية ما بعد أن يتم موافقة المريض ، يتم تعقيم الجلد ، و دراسته لتأكد من أنه خالي من أي خلل فيروسي أو جرثومي و يوضع في درجات حرارة متدنية في بنك الجلد و عند وجود مريض بحاجة له يتم استخدامه كطعوم و كضماد هذه فكرة عمل بنك الجلد الذي يخضع حاليا لتحضيرات لوجستية من براد و مكان … إلخ و خلال مدة شهر تقريبا يصبح جاهز للمباشرة .