الشاعر الدكتور جهاد صباهي
أراحلةٌ أنتِ
خلفَ حدودِ الحبِ
ودموعُ رحيلِكِ ترسمُ التعاسةَ
على وجهِكِ
لن تخدعَني ابتسامتُكِ المزيفةُ
وأنا أعبرُ خلفَها
لألمُسَ حزنَكِ الشديدَ
بكفيَّ المرتجفتينْ
لن يخدعَني
سوادُ الليلِ على شَعْرِكِ
ينثرُ ظلمَتَهُ في دربِِكِ
ليُخفي بريقَ عينيكِ
المنهكتينْ
أراحلةٌ أنتِ
ما أصعبَ أن يعودَ الليلُ
وأنتِ لستِ فيه
تُطاردني أشباحٌ تُرعبُني
تُحاصرُني بعالمٍ مليىءٍ
بقلوبِ النساءِ
أتنقلُ بينها
حافي القدمينْ
أبحثُ فيها عن مشاعرَ دافئةٍ
تُعيدُ إلى قلبي سحرَ عينيكِ الحالمتينِ
وتبددُ وحشةَ غيابكِ العنيفْ
كلما أمسكتُ بفتنةٍ خبَا بريقُها
لاشيءَ يُعوضُني عنكِ
لاشيءَ يبددُ وَحشتيْ
لاشيءَ يؤنسُ وحدتيْ
تمهليْ
لاتُسرعي الخُطا
دعِ آثارَ قدميكِ الصغيرتينْ
تحفظانِ طريقَ العودةِ
الى قلبي
أراحلةٌ أنتِ
زمنٌ طويلٌ مضى
ولحظةُ لقائِنا الأخيرةُ تُعاتِبُنا
لولم أُصدقْ وعودَكُما بلقاءٍ قريبٍ
لولم أسمحْ لكُما بتلويحةِ الوداعِْ
لولم أدعْكُما تفترقانِ
لكنكما رحلتُما
إلى حدودٍ مختلفةٍ
تبحثانِ عن شموعٍ تُضيءُ قلبيكُما
وقد أنهكها الذوبانْ
تبحثُ عن وعودٍ جديدةٍ بالجنةِ
عن إلهٍ جديدٍ
يعيدُ إلى حياتِكُما بريقُها المفقودْ
أراحلةٌ أنتِ
أَخْطَأَتْنا البدايةْ
أخطأتنا ساعةُ وُلِدنا وساعةُ نموتْ
أَخْطَأَنا الحبُّ
وأخْطِأنا الرحيل
مؤلمٌ أَنْ نتظاهرَ أَّنْ لاحبَ
يجمعٌنا
مؤلمٌ أللا أتبعُكِ
وآثارُ دموعِكِ المتساقطةِ على الطريقِ
تقودُني إليكِ
حاملاً نحوكِ قلباً ينبضُ بحبِكِ
عيناهُ مفتوحتانِ
تُضيءُ القممَ العذراءَ
حيثُ نُقيمُ نصباً لحبِِنَا
تحومُ حولَهُُ الفراشاتُ الملونةُ
تُزركشهُ بألوانِ الطيفِ
وتُعيدُ له نبضَ الحياةِ الضائعَ
بين دمعتينْ
د . جهاد صباهي