بقلم : م . أبوزيد
هذا الموضوع المفروشة أرضه بالأشواك دفعني إلى الكتابة فيه تعليق على صفحة الصديقة الأستاذة سونيا سليمان
على بوست شاركتني إياه الصديقة مشكورة ..
يقول صاحب التعليق أن مصر أخذتها من قصيرها وتصالحت مع إسرائيل ، أما سوريا فلن يكون أمامها سوى ان تفعل ما فعلته مصر …
والحقيقة التي أثق بها وأؤمن هي أنه وعلى فرض ( وهو فرض جدلي بحت تفرضه معطيات الحوار ) ان سوريا ستنخرط يوما في مفاوضات سلام مع الكيان الصهيوني ، فإنها لن تقع فيما وقع فيه السادات ، ولن ترتكب واحد على المليار مما إرتكبه السادات بحق وطنه ، وأمته …
ولكن : هل هذا ممكن ؟ …
الإجابة تقتضي توصيف حقيقة الصراع بالنسبة لكل طرف من طرفيه ..
فسورية كتكوين إجتماعي هي نقيض التكوين الإجتماعي الصهيوني ..فبينما يرتكز التكوين الصهيوني علي اسس دينية وهي انه تجميع ليهود العالم ، وأسس إثنية وأهمها سيادة الإشكيناز أي العرق الاوربي لليهود عما عداه من السفرديم وهم يهود الشرق ، وإبتداء من هذا التمايز نستطيع أن نرى التمايز الطبقي والصراعات داخل المجتمع الصهيوني ..بينما يمثل النموذج السوري الفريد في التعايش بين الأديان والطوائف المختلفة عبر التاريخ ، صداعا مزمنا في رأس الكيان الصهيوني .. لهذا تكررت المحاولات لضرب هذا النموذج الإجتماعي السوري القائم على التعايش والتسامح بين طوائف المجتمع المختلفة
فسوريا الموحدة ، سوريا العلمانية ، هي ( ومعها النموذج اللبناني الواعي لذلك ) مصدر الخطر الوجودي على ذلك الكيان الصهيوني اللقيط ، بغض النظر عمن يحكم سوريا .. وبداهة فإن من يحافظ على ذلك النموذج السوري ، وصبغه بالصبغة العلمانية ، لا بد وان يكون نظاما سياسيا وطنيا ..
وبإضافة المؤسسة السياسية العليا لسورية ، ومنظومة القيم الوطنية التي تسود البناءين التحتي والعلوي للمجتمع ، ووضوح الرؤى والنهج فيما يخص التلاحم بين القضية الوطنية والقضية القومية ، وانه لا فصل بينهما .. فإننا نخلص إلى حقيقة أو جملة حقائق تدور جميعها في فلك واحد وهي أن سورية لن تقع يوما في فخ مماثل لكامب ديفيد ، ووادي عربة ، وأوسلو
أثق بذلك …
جدا …