.jpg)
سينسى الكبار لكن هل تنسى مرام "القصة موثقة بالشهود"
========================
في يوم صيفي شاحب كاللحى القذرة التي هاجمت أرض الشمس حدث في قرية مرج السلطان في الغوطة الشرقية كانت مرام ذات الثالثة عشرة من عمرها جالسة مع أبيها عند عتبة المنزل تراقص بشعرها الطويل نسمات الغروب بينما كانت تراقص الهموم تجاعيد وجه أبيها لعجزه عن استئجار منزل في مدينة دمشق واضطراره لتصديق وعود الجرذان الثائرة بأنه سيكون بخير في بيته وعمله.
وعندما كانت مرام تثرثر ﻷبيها عن أسواق دمشق والجامع الأموي وإزدحام المارة والحمام في دمشق القديمة أثناء سياحتها الأخيرة التي امتدت لسبع ساعات في دمشق " أجل أصبح الانتقال في بلد الشمس أشبه برحلة سياحة بما يحمله الطريق من خطر ومغامرة لن يشعر بها سوى الكبار وسيهزمها الصغار بابتسامة ساذجة من الموت"، وعندما كان أبوها يسايرها في الاستماع لمغامرتها في دمشق توقفت سيارة دفع رباعي تحمل أربعة جرذان مجاهدة من لواء توحيد الإسلام عند الرجل المسكين وطير السلام المراهق ليقودهما للتحقيق بتهمة أن مرام تكسر الأداب الشرعية بشعرها الطويل.
طريق استمر النصف ساعة لم يدري فيه الأب وابنته أي القرى عبروا بسبب عصب عيونهم وصمت لا يكسره سوى وعورة الطريق وصوت طائرة حربية بعيدة تمنى الرجل البسيط منها أن ترميهم بصاروخ يفجر السيارة بمن فيها ….. يا لها من سخرية أن يتمنى الرجل الموت لطفلته.
بعد نصف ساعة من السيارة أحس الرجل بيد طفلته تفلت من عرش أمان يده العاجزة بكل حال عن المقاومة لذا صرخ بهم لا تبعدوا طفلتي عني ليقابله الثوار بالضرب المبرح على رأسه وإدخاله في غرفة لا تملك سوى نافذة لا تطل إلا على الليل الذي هاجم السماء فجأة وكأن السماء نزلت حياء مما سيجري، في النهاية معتاد على وقاحة البشر.
لم ينم الرجل حتى تكبيرة الصباح حيث أتى ثلاث رجال وأعادوا عصب عينيه ليقودنه بسيارة ويرمونه في قرية النشابية المجاورة لقريته مرج السلطان، بعد أن أكدوا له أن طفلته مرام أطلق سراحها وهي تنتظره مع أمها في البيت.
مشى الرجل ركضا 2000 متر المسافة التي تبعد عنها قرية النشابية عن منزله وكاد أن يكسر الباب وهو يدق عليه لتفتح له زوجته وتهمس صارخة "أين مرام" ، لم تعد إذا مرام وما كان وعدهم إلا كلمات من خراء.
يومين كاملين بعد ذاك الصباح الفقير، يومين من الدعاء والبحث العاجز وتقبيل أيادي الجراد المجاهد قبل أن تشرق الشمس بباب يخبط على عجل ويرمي خلفه مرام الصورة، أجل مرام الروح ماتت منذ قيدت مع هؤلاء الحيوانات الغرائزية.
لم تمت روح مرام لأنها غشاء بكارته فضته يد ملتحي ولا لأن 7 رجال قاموا باغتصابها على مدى يومين وثلاث ليالي، لم تمت روح مرام لأنها ضربت وقيدت واغتصبت، لم تمت روحها لهذا فحسب بل ﻷنها كانت طفلة في بارحة الأمس وأمست اليوم ضحية مجتمع وخراء لحى تصرخ تكبيرات ثلاث عند كل جريمة تفعلها.
مرام الطفلة ماذا ستحمل من ذكريات ومرام الغد كيف ستنجو من جريمتنا غدا عندما سنهمس في آذان بعضنا "مرام ليست عذراء" ناسين أو متناسين عن قصد أن سقوط مرام يعني فض غشاء بكارة السلام واغتصاب ذواتنا لأجيال.
حتى ذوي مرام سيفقدون لذة البحث في دفتر عشقها وايام زواجها خطيفة على الطريقة الشركسية التي كانت لا تزال مطبقة في قرية مرج السلطان حتى عواء مجاهد بتكبيرات.
سقطت عذورية مرام بل سقطنا نحن، لم يهزمنا الغزاة لكن أطفالنا خسروا ….. فليكن الرب مع أطفالنا ولتذهب هذه الثورة إلى الجحيم "هكذا صرخت جارة مرام العجوز"