“ما زالت ألســـنة النار التي أكلت رســـائلكَ تُحرقني،
تمنيتُ يا صديقي لو اســـتطعتُ إنقاذ مكاتيبك، لكنهم في هذا الشرق محترفون بالقتل،
يتقنون صبّ البيتون في مبســـم كلّ وردة،
وقصّ أذرع الريح إنْ لعبت بضفيرة صبية،
تمنيتُ يا صديقي،
وما نحن إلا رمادُ أماني“.
نعم،
أحبُّ كتابة الرســـائل،
أمتهنُ هذا الشـغف القديم،
وأحتفي بكلّ ” مكتوب” كما يليقُ بحبيب،
تأســـرني الحرية التي تتيحها الصفحات حيث يعلو ويخفت صهيل الحروف دون أن تموت من الكلمات أغلاها بســـكتة التردد والخجل،
وبيني وبين الورق عشـقٌ لم تنل منه تكنولوجيا هذا العالم الخرِف بكل شـاشـاته الزاهية، الباردة،
أحبُّ كتابة الرســـائل،
أتنشـقُ الحياة بعطر “مكاتيب” هي بعض روحي،
وأحلمُ إلى اليوم باختراع اســـمٍ وعنوانٍ أكتبُ إليه،
وأضمّ إلى “المكتوب” منديلاً معطراً،
ووردة.
_____أيمن سليمان