وهكذا فإن وعينا يأتي من الروح، أو من التفكير الكوني، أي من مادة المركبات الكونية المتعددة التي يكون فيها هذا الوعي فردياً ويصل إلى الوعي الذاتي أو «ينعكس»، في حين أن المبدأ المتحرك (له اسماء متعددة)، في تجلياته المختلفة، يعتبر الرابط الغامض بين العقل والمادة، وذلك هو المبدأ المتحرك الذي يكهرب كل ذرة في الحياة.
العقل هو الاسم الذي يطلق على مجموع حالات الوعي المجمعة تحت الفكر والإرادة والشعور. ويتوقف التفكير أثناء النوم العميق على المستوى المادي، وتكون الذاكرة معلقة؛ وهكذا، في ذلك الوقت؛ الحاضر، «بدون العقل»، لأن العضو، الذي من خلاله تظهر الأنا الأفكار والذاكرة على المستوى المادي، قد توقف مؤقتاً عن العمل. يمكن أن يصبح «الشيء بذاته» ظاهر على أي مستوى من الوجود فقط من خلال الظهور على ذلك المستوى من خلال أساس أو وسيلة مناسبة؛ وعندما يتفكك كل الوجود المادي، يظل «العقل الكوني» كإمكانية دائمة للفعل العقلي.
يخلط البعض بين العقل والدماغ، ويعتبر قلة من علماء البيولوجيا أن الدماغ هو العقل . إلاّ أن هذا التصور أو النظرية لا يمكن أن تصمد. فالدماغ هو الدارة التي يتم من خلالها توجيه أو التحكم بالكائن المادي في الجزء المدرك الحسي من الوجود المادي، ولكن الدماغ ليس العقل ..فالعقل في مكان أعلى وغير محصور بالدماغ ..
تثبت تقنيات QHHT والخروج الموقت للروح، كما حالات الكوما، والرؤى وحالات الاقتراب من الموت أن الدماغ هو وسيلة اظهار وتجلي للعقل على المستوى المادي وليس العقل . إضافة الى ذلك، فقد فشل الماديون في الدفاع عن نظرياتهم الساذجة والسخفية والتي تدّعي أسبقية المادية وأن كل كل شيء من المادة واليها في اطار التطورالطبيعي الدارويني …حيث أن قوة الحياة في الخلية الاولى(أذا افترضنا صحة نظريتهم) وبالتالي نشوء الحياة يهدم قوانين الترموديناميك ذاتها (تهدم النظرية ذاتها) . واثبات التطور المعتمد على طفرة غير ممكن ؛ لا توجد وثيقة فيها مدخلات تؤدي الى مخرجات وبالتالي لا توجد نظرية علمية ..كما أن نظرية الانفجار العظيم big bang لا تثبت شيء وهي سخفية أن كانت تريد تفسير نشوء الحياة .. فالنظرية ذاتها تعني توجد وجود الزمكان والمادة وبدون حدود …
من كل ذلك ندرك حجم التعمية التي حاول الماديون اغراق العالم بها …لكنه زمن الاستيقاظ والمعرفة وكشف القناع عن المعرفة المفقودة .