قد تكون كلمة العدم من أكثر الكلمات التي تصيب البعض بالدوار، وبالأخص بالنسبة للماديين الذين يدّعون أن الوجود المادي والتجلي البشري هما مجرد مصادفة أو صدفة، أو بلغة العلم القسري القاصر مجرد وجود ناتج عن طفرة؛الطفرة التي أدت إلى انبثاق الحياة على الأرض حسب افتراضاتهم..ولكن في الوقت ذاته، نرى مدّعي صحة هذا الافتراض يكررون في كل لحظة “متلازمة: أثبت العلم” . وإذا انطلقنا من هذا النقطة نرى أن العلم ذاته في أحدث نسخه يقرّ بأن كل شيء وحتى الأكوان المتوزاية قد انبثق/انبثقت من العدم، الكون كفقاعة ..وهكذا ..وفي الوقت ذاته أيضًا؛ تشير خفايا العلم الحديث وبالأخص الكوانتم إلى أن العدم غير موجود. حيث أن التقسيم المتتالي الى آخر حد ممكن تقنيًا؛تقسيم المادة الى مادون الذرة إلى الكوراك، الأوتار الفائقة يقودنا الى بوابة العوالم المتوزاية …حيث تقر هذة النظرية بوجود اعداد تترواح بين 5 الى 10 عوالم وقد نصل الى عدد غير متناهي ….وبالتالي، إنه العدم الذي يأتي منه كل شيء. كل شيء يأتي منه. هذا لانهائي، وهذا هو كل شيء، في أكثر المستويات غير المكررة. فالعدم حسب المفهوم البشري السائد غير موجود أصلًا . وإن كان القصد أن الانسان يذهب الى العدم ..إلى اللاشيء ..بعد موته..فهذا يدل على سذاجة وسطحية في التفكير…فالموت هو انتقال، ولو تم الاصلاح بأن الجسد يموت والروح لا. فهذا الكلام غير دقيق. صحيح أن الروح تغادر الجسد عن المرحلة الانتقالية التي تسمى الموت (لكنها باقية لا تفنى)، كما أن التفاعل غير الواعي. – يمكنك تسميته “بنية في الرموز” لكنه بالنتيجة يعادل التفاعل الواعي. كما أن الجسد لا يموت بالمعنى “المستخدم لدى البشر” وإنما يتفكك حتى ينتهي الأمر به الى ذرات وما دونها، أي إلى الأصل الأول؛الوجود بأسمى حالاته، وهذا يعني أنه لا فناء وأنما تحول ..ولا يوجد شيء اسمه العدم، أو صفر بمعنى نفي الوجود. الجسد هو الشكل الذي تظهر من خلاله الروح “الأنا” على هذا المستوى …وبالتالي لا وجود لما يسمى طفرة، أو صدفة، أو عشوائية …وأنما خلق.. والأصل يعود الى المصدر إلى الروحاني والمادي حيث كل شيء مدمج في واحد، وليس ذو أبعاد وبُعدي..وهنا تنتهي الأسئلة التي تدور حول ذاتها ..من خلق هذا …ومن خلق ذلك الذي خلق هذا …الخ ..حيث أن الأنا التي تعبر عن ذاتها من خلال مركبة الجسد تبقى محصورة (بدون البصيرة) بما تفرضه الأجزاء (الأنا المتجلية في الواقع المادي) ..بينما تنقطع سلسلة الأسئلة تلك عندما تكون الأجزاء مندمجة أو محتواة بالكل ..فما ينطبق على الجزء لا ينطبق على كلية الوعي؛الواحد الأحد القائم بذاته. ..يتبع