عندما يتحول الإعلامي من صاحب رسالة إنسانية إلى آلة ناطقة.. يصبح من الطبيعي أن يلفظه المواطن الموجوع.. لأنه لم يعد في وارد أداء وظيفته الإنسانية.. بل في موقع الموظف الفاسد الذي يمثل السوس الوطني.
أمس قامت الدنيا ولم تقعد على صفحات التواصل الاجتماعي بحملة وطنية عنوانها: (معاً لمقاطعة الإعلام السوري) حتى يلتزم المهنية والأخلاق ويتحدث عن مجزرة عدرا العمالية بحق المدنيين الأبرياء.
الغاية من الحملة ليست كما فهم البعض طعناً بالإعلام الوطني، ولا تجييشاً طائفياً، لكن الغاية كانت أن نوصل فكرة أن: مذبحة عدرا العمالية ليست خبراً عاجلاً على التلفزيون.. إنما مأساة إنسانية بحق جميع السوريين.
لقد أوصلتنا السياسة الإعلامية الفاشلة بإقصائها المتعمد وصمتها المقصود عن كثير من المجازر بحق الأبرياء إلى شعورنا باللا انتماء لوطن ندافع عنه ونذود بأرواحنا فداءً له، ونقدم الشهيد تلو الشهيد دون كلل أو ملل، لكن عندما يحدث إقصاء كهذا فإنه يجعلنا نقول آسفين: عذراً منك يا وطني فأنا سأقاطع إعلامك حتى يصير وطنياً.
لم يكن هناك داعٍ أن يحدث أي تجييش طائفي للمشاعر كما جرى للأسف.. كان المطلوب فقط أن يقول الإعلام حقيقة مرة: (أن الناس في عدرا يُذبحون على الهوية على يد جبهة النصرة).. ليكون بيد السيد الدكتور بشار الجعفري دليلاً مادياً وهو يتكلم في الهيئة العامة للأمم المتحدة، لكن الطير كان على رؤوس الوسائل الإعلامية ووزارة الإعلام ووزارة الأوقاف وباقي الوزراء وصولاً إلى رئاسة مجلس الوزراء.. بالإضافة إلى مجلس الإفتاء واتحاد علماء بلاد الشام.. فلم ينبس أيٌّ منهم ببنت شفة حول ما جرى.. إنما التزموا السكوت عن الحق!!!!
أقول: الحمد لله أن استفاقوا مؤخراً.. وتحدثوا ولو متأخرين.
لكن ما فاجأني أمس بروز بعض الإعلاميين أو الموظفين في مجال الإعلام ليتجرؤوا بكل وقاحة على المقام الأعلى في هذا الوطن..
فكان بين تلميحهم إليه وتصريحهم باسمه شعرة من الوقاحة التي تبين سوء سريرتهم.
بلى.. عندما وقفنا لنحمل الإعلام والقائمين عليه مسؤولية كل الشحن الطائفي لدى شعبنا البسيط.. وقف بعضهم ليغطي فشله وفشل إدارته برمي التهم جزافاً حتى وصلوا ليتهموا مقام الرئاسة بالمسؤولية الكاملة عن إغفال الإعلام لذكر المجازر بحجة عدم إشعال الفتنة.. وأنهم عبيد مأمورون لا يستطيعون فعل شيء..؟؟؟
لا.. أيها الوصوليون.. هل تنتظرون السيد الرئيس بشار الأسد ليقول لكم: غطوا هذا الحدث ولا تغطوا هذا الحدث؟؟؟
قالها أحدهم بكل جرأة: حاسب وزير الإعلام ومن عيَّن وزير الإعلام!!!!!
أقول لهؤلاء: لا ترموا أخطاءكم على العظماء يا جبناء، فالعظيم بشار حافظ الأسد قالها لكم في 26 شباط 2012: (يجب أن نربح الأرض والفضاء وهذا الموضوع عليكم).
نحن نربح الأرض بفضل قوة وبسالة وصدق وإخلاص والشفافية الوطنية والعقيدة المحقة للجيش العربي السوري.
فليكن لدينا جيش مخلص وفي محب لوطنه من الإعلاميين والمسؤولين الحكوميين حتى نربح أيضاً الفضاء.
لنكون بكل حق أوفياء لسورية بشار حافظ الأسد.
دامت سورية وشرفاؤها وجيشها وقائدها الأسد بألف ألف خير.