في مثل هذا اليوم 24 كانون الأول من عام 1982 ، ودع الحياة عن عمر يناهز الخامسة والثمانين الشاعر والروائي والمفكر الفرنسي الشهير لويس أراغون
رحل بعد أن ترك خلفه إرثاً أدبياً وفكرياً ضخماً تمثل في اثنتين وعشرين رواية وخمسة عشر ديواناً شعرياً وواحد وثلاثين نصاً نقدياً وفكرياً ، إضافة إلى الكثير من المقالات والمقدمات والخطب والمحاضرات التي كتبها خلال أربعين عاماً في صحف فرنسية أهمها ( الآداب الفرنسية ) .
ولد أراغون عام 1897 لقيطاً في أحد شوارع باريس ، وبعد نيله شهادة البكالوريا ، درس الطب ثم تركه وتوجه للكتابة والصحافة ، فساهم في تحرير عدد كبير من الصحف والدوريات ، عمل في ( الإيمانيتيه ) وترأس إدارة ( الآداب الفرنسية ) وكان مديراً لتحرير صحيفة ( هذا المساء ) .
ساهم في نشأة المذهب السوريالي مع بريتون وأبولينير وبول إيلوار ، ومن كتاباته السوريالية ( حرية الفكر – موجة الأحلام – الحركة الدائمة – فلاح باريس .. ).
وبدأ منذ عام 1924 بالتحول عنها مستغرقاً في قراءة الفكر الماركسي ، فعمل في السياسة وانتسب للحزب الشيوعي الفرنسي عام 1927 ، وسافر في نفس العام إلى اسبانيا وقام برحلة إلى غرناطة ومدريد ونشر ديوانه الأول ( نار الفرح ).
وفي عام 1928 التقى بشاعر الثورة الروسية ( ماياكوفسكي ) الذي كان يدعو للشعر الملتزم ، حيث ظهرت بوادر الواقعية الإشتراكية التي التزم بها أراغون .
وصمد في وجه كل الزوابع التي شنت على الشيوعيين في فرنسا .
وكتب أراغون في مرحلته الواقعية عدة روايات منها ( أجراس بال ) عام 1934 و ( الأحياء الجميلة ) عام 1936 .
والحدث البالغ الأهمية في حياة أراغون كشاعر وكإنسان هو لقاؤه بالأديبة والناقدة الروسية ( إلزا تريولييه ) التي ألهمته أجمل قصائده على مدى أربعين عاماً ، حتى أصبحا خلالها روحاً واحدة . وأمده حب ( إلزا ) بالعديد من الموضوعات التي عادت به إلى الشعر الكلاسيكي والشعر الشعبي ، فظهرت دواوينه ( مجنون الزا ) و ( عيون الزا ) و ( حتى آخر قطرات العمر ) .
وربط أراغون بين حب الزا وحب الوطن ، وعكست ( عيون الزا ) آلام فرنسا .
وظل مع حبه لإلزا يصارع الفاشية ، حيث ظل عنيداً في شيوعيته .
وترحل إلزا في 6 حزيران 1970 ، لتنتهي برحيلها أسطورة الحب بين أديبين من أكبر أدباء العصر ، حيث افتقد أراغون أحد أهم مبررات حياته ومسوغات وجوده .
ورغم أنه صرخ يوم رحيلها ( إلزا إني قادم إليك ) لكنه لم يرحل إليها إلا في عام 1982 تاركاً بذلك إرثاً أدبياً وفكرياً متنوعاً .