هزيمة أمريكا في افغانستان , تذكرنا بهزيمتها المذلة المهينة في سايغون ــ فيتنام
هو زمن الهزائم الأمريكية , التي ستتتالى في العراق , وسورية , وفي كل المنطقة
ولى زمن القهر الأمريكي , زمن الطاغية الأوحد , وهذا مطلب تفرضه الحضارة
المحامي محمد محسن
نعم طالبان , وقاعدة بن لادن , هي صناعة امريكية , استخدمتا كسلاح ماضٍ ضد الاتحاد السوفييتي , وحققت بهما , ومعهما .انتصاراً مشهوداً , ولكن الوحش الذي تروضه , وبعد أن يكبر ويشتد عوده , غالباً ما يعض صاحبه , من هذه الصورة البنورامية , يمكن قراءة الواقع القديم ـــ الجديد في افغانستان .
لكن هذا لا يعني أن أمريكا , ستترك افغانستان للصين , ولن تحاول الاستثمار في طالبان , ضد عدوها القادم بقوة .
ولكن العبرة التي على كل عاقل ان يأخذها , من هذه الحرب وما آلت إليه , أن الزمن الأمريكي بدأ بالانكفاء , وأن الفهم القائم على أن أمريكا جاءت لتدمير افغانستان , والعراق , وسورية , وترحل , هو فهم قاصر .
التدمير والقتل هو ضرورة , لا بد منها لكل محتل , ولكن لم ولن يكون غاية بحد ذاته , هو وفق المفهوم الاستراتيجي العسكري , هو تمهيد الأرض للاحتلال والسيطرة , فهل حققت أمريكا من خلال تدمير هذه الدول السيطرة ؟؟ , التي تمكنها من اغلاق البحر الأبيض المتوسط أمام روسيا , والصين , , وتضييق الحصار عليهما , أليس هذا هو ما كانت ترمي إليه , ؟
إذن أمريكا قتلت , ودمرت , ولكنها خسرت ما جاءت لتحقيقه في جميع الدول التي اجتاحتها .
هذا الخسران المبين , أعطى ثلاث مؤشرات هامة , ستشكل انعطافة تاريخية للمسار الحضاري الإنساني برمته , وهي : .
ـــ اهتزاز وضمور ثقة الحلفاء , والتابعين , وعلى وجه الأخص :
المحمية الصهيونية , ومحميات الخليج , بنجاعة , وجدوى , الحماية الأمريكية , وهذا سيؤدي حتماً إلى تخلخل التحالفات في المنطقة , مما سيدفع الأمور دفعاً , للبحث عن تحالفات جديدة , قد تصل إلى حد التطلع نحو الشرق , ومنها دول أوروبية , وعلى رأسها ألمانيا , ــ وهذا ما أكدت عليه منذ سنوات ــ.
ـــ ستقوم أمريكا مضطرة بمراجعة لكل سياساتها في كل العالم , لأن المنطق يقول أن هذا الخسران الواسع والمتكرر , والذي سيفسح المجال واسعاً أمام القطب الشاب الناهض , ليتوسع على حسابها , سيدفعها دفعاً لإعادة النظر بكل سياساتها , لأن المستقبل , لن يكون كما كان تحت سيطرتها بالمطلق .
ـــ ستنقل أمريكا الكثير من جهدها السياسي والعسكري إلى جنوب شرق آسيا , لتواجه دولة الصعود ــ الصين ــ , وهذا سيشكل انفراجاً لدول المنطقة التي لا تدين بالولاء لأمريكا , لأن هذا سيؤدي إلى التخفيف من تواجدها العسكري المكلف في المنطقة , والمبثوث في عشرات القواعد العسكرية , وبخاصة في الخليج , والذي بات بدون جدوى استراتيجية , بل بات رهينة أمام خصومها الكثر .
كل هذه المؤشرات التي ستترجم حتماً إلى أفعال , لن تتم تحت لا فتة [ المذل المهين ] بل ستتم مع عربدات , وتهديدات , وقد تصل إلى حد الضربات العسكرية المحلية , لتغطي أمريكا فشلها الذريع , وهزيمتها النكراء , وأفول الزمن الأمريكي .
من هنا من هذه النظرة الموضوعية , البانورامية , يمكن أن نرى الانفراجات المستقبلية في المنطقة , وكما أشرنا وإلى انتقالات تحالفية , وتغيير مسارات , وستشمل جميع دول المنطقة العربية , من العراق حتى المغرب .
وهذا سينعكس حتماً , وبكل تأكيد على علاقات الدول العربية , التي أشهرت اتفاقاتها مع (اسرائيل) , وأقامت سفارات معها , وإن لم تفعل سيهب الشعب للتغيير بالقوة , حتى في مصر ( المطبع الأول ) , والمغرب , والإمارات .
وهذا أمر يتوافق مع مسار الأحداث القادمة , لأن انكشاف الغطاء عن ( اسرائيل) , وعن المحميات الأخرى , أو التخفيف منه من قبل أمريكا , سيؤدي حتماً إلى تخلخل تلك العلائق , التي كانت تتم بأمر أمريكي , والتي اعتمدتها أمريكا , لتكون هي الضامن لما بقي لأمريكا من دور في المنطقة العربية .
[ لذلك وبأفول الزمن الأمريكي المؤكد , سترى المنطقة انفراجات على كل الصعد ]