نفحات القلم – د أسية يوسف
منذر يحيى عيسى في لقاء مباشر في ملتقى عشتار الثقافي أدارته وحررته د أسية يوسف مديرة ملتقي عشتار
*
منذر يحيى عيسى في لقاء مباشر في ملتقى عشتار الثقافي
* وأنا في مهبِّ الانتظار
أبحثُ عن كلامٍ
يليقُ بطقسِ اللقاءْ
أديبٌ وشاعرٌ أمتلك أعنة اللّغة ؛ فابتعد عن المباشرة و السطحيّة و الابتذال ، ليحمّلَ يراعه عمق الفكرة و جماليّة الصور الشّعريَة
رئيس فرع اتّحاد الكتّاب العرب في طرطوس
الأديب و الشّاعر المخضرم
أ. منذر يحيى عيسى
١.أ. منذر كيف تعرّف عن نفسك ؟
أشعر بداية برهبة الموقف وكأنّي أخضع لامتحان هو الأوّل.
أحملُ إجازةً في الكيمياء الحيوية، وعملت زمناً في مجال التربية وأنا حاصلٌ على دبلوم تربية وعلم نفس وبتفوق وهو حقل يستهويني كثيراً ،ولكن للأسف ذهبت فيما بعد باتجاه أخر وهو مجال العمل القانوني حيث نقلت إلى الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش حتى التقاعد.
وكان الأدبُ والشّعرُ في هذه المسيرة خيرُ رفيقٍ ، كما عملت في الحقل السياسي في مواقع قيادية وفي بدايات تأسيس اتحاد شبيبة الثورة وكذلك في اتّحاد الطلبة ونقابة المعلمين وكانت محطتي الأخيرة في اتحاد الكتاب العرب.
هل تكون الأخيرة ؟ لا أعلم.
أضيف على الصعيد الشّخصي الاجتماعي أسرتي مؤلفة:
زوجتي الصيدلانية مريم الهيفي
مايا مهندسة مدنية
يحيى مهندس كمبيوتر
ميرا صيدلانية
علي صيدلاني.
قريتي دير حباش تقع على الطريق بين طرطوس وصافيتا
على التلال التي تشرف على البحر ودائما كان هذا الأزرق هدفي وكنت أرى السيارات التي تعبر طريق ما يسمى خط الجديد
٢_.هل ترى الحركة الأدبية والشعرية و الثقافة في سورية بخير وسط زحمة التواصل الاجتماعي.أ. منذر ؟
هناك كمٌ كبيرٌ وبالتالي سيفرز هذا الكم جودة.
المجال رحب ومفتوح وجميل أن يجرب من يجد لديه ميلاً ومن يملك الموهبة يستمر والباقي يدخلون في استراحة قد تدوم طويلابرأي
٣_أ. منذر ما السلبيات المترتبة عن النشاط الافتراضي لأدباء فرضتهم منصات التواصل الاجتماعي؟
هناك سلبيات بالتأكيد ولكن الزبد سيذهب جفاء ولو بعد حين ،رغم أنّني أرى الزبد بعض الفائدة فهو بالمحصلة ماء.
الأخطر الأكبر على اللغة وعلى الذائقة الأدبية.
٤_حين يُطلب من الشاعر شرحاً مفصَّلا لقصيدته كأننا نطلب منه أن يهدم بيته بعد البناء ويعيده مبعثراً إلى عناصره الأولى هل هذا هو إحساس الشاعر خلال تفسيره لما يكتب ؟؟؟
عبرت ببراعة عن هذه الحالة وانت الشاعرة.
الشعر لا يفسر هو مشاعر واحاسيس ورؤى تتبلور في الخيال لتستلقي وادعة على أديم من بياض ،فإما أن تبهر العين وتثير الدهشة أو تثير منها النفور.
٥_مارأيك بوحيد الغرض في شعره لو زلزلت الأرض زلزالها وسأل المعذبون مالها لايكتب إلا غزلا بحبيبه وترقباً للحظة اللقاء ،ونحن نعيش في وقت يجب أن يكون فيه الحرف مقاوماً ويتعرض للأسر والقتل والنفي ورديفاً لبطولات الجيش العربي السوري في حربه ضد الارهاب ؟
_إذا كان يجيد ذلك فلا بأس ونتوجه شاعرة اما غير ذلك فلا
٦_.إن الأحلام التي تأتي قبل أوانها نقتلها ..والتي تأتي بعد الأوان تقلتنا ..
مارأيك ؟
أؤكد على ماذكرت، بعد زمن يصبح للذكريات التي استقرت في ادمغتنا بريقاً جذاباً حتى لو كانت مؤلمة وبالتالي فنحن عندما نكتب دون أن ندري إلى ما انطبع في الذاكرة وبعد رتوش وقليل من اللون تستلقي المشاعر على أسرتها الببضاء وبعد ذلك نعرضها على العلن.
أجرؤ على القول ذكريات الطفولة وأيام البراءة الأولى…
أقول حافظوا على الطفل بداخلكم فمن لايبقى طفلا سيكون بعيداً عن الإبداع أو سيكون أدبه بعيداً عن البراءة ومصطنعاً
٧. من منكما يوقظ الأخر أنتَ أم القصيدة ؟
هي يا سيدتي هي الحارسة لأحلامي في نومي وفي يقظتي ، وفي استراحتي أبحث عن عنوان جديد لقصيدة تحتضر للولادة
٨. كيف يقيّم أ. منذر ملتقى عشتار من ناحية الإدارة و الأدباء شعراء و فنانين و متابعين؟ وما الذي لا يعجبك و تحبّ لو غيرناه في الملتقى
وما نصيحتك لتلافي أخطاء قد نقع بها شئنا أم أبينا فكلّ إنسان خطّاء ؟
..بكلمة واضحة وصريحة أنا لا اتعاطى إلا مع هذا الملتقى لسمو أخلاق القائمين على إدارته وعلى تميّز أعضاءه ونبلهم ولم أسجل ملاحظة واحدة منذ متابعتي للملتقى.
٩_ ماذا عن تأثير المرأة في تجربتك الشعرية؟
المرأة تشارك في الخلق وهي كائن عجيب اذا كانت أماً لا حدود لعطاياها..
واذا كانت زوجة فهي تستطيع إنبات جناحين للرجل ليطوف في مجرات الفرح
وإذا كانت ابنة تستطيع أن تغير رتم القلب ومع نمو قامتها يضج القلب بفرح لا يزول.
وأرى أن المرأة تمتلك قدرة تفوق الرجل أضعافاً ولكن المجتمع البطريركي سلم زمام الأمور للرجل، وقد استكانت للراحة .
١٠. كيف تقيمون عمل المراكز الثقافية والإتحادات من خلال برامج النشاطات ؟
هل تراها انها حكراً لأسماء معينة تحت مسمى محسوبيات ام يتم ذلك وفق برنامج تنوعي من اسماء منها يتكررر باستمرار ومنها مغيب الى حد ما ؟
في اجتمام هيئة الفرع لإتحاد الكتاب العرب في طرطوس ..قدم الزملاء العديد من الطروحات المهمة التي تعني بالشأن الثقافي وقد قدمت أنا فكرة اقامة ملتقى خاصّ بالإتحاد يعوض الى حدٍّ ما ..عن عدم الحضور لكلّ النشاطات في الاتحاد وبغية قراءة النصوص المقدمة بروية تضاف الى الرأي الإنطباعي .
١١. اقرأ ورقة ضائعة وجدتها بين أوراقك؟
_على فكرة كنت أكتب على اوراق متناثرة ولم أجمعها إلا عند الطباعة وهذه عادة غير جميلة ولكن بالمناسبة أنا أحتفظ باوراقي المبعثرة منذ المرحلة الإعدادية وعلى هوامش كتبي أكتب ما يفرض نفسه لحظياً .
١٢.ليست كلّ الحكايات سوى أحلام من هذا العالم ..وإن القوى السامية التي توجد فينا هي حتى الآن عرائس تهدأنا بذكريات عذبة في هذه النزهة الشاقة وتقوينا.
كيف يعبر لنا الشاعر منذر ذلك ؟
..مشكلة جيلنا جميعاً أن الأشياء الجميلة بما فيها الأحلام تأتي متأخرة وقد فقدت بكارتها وبالتالي لا بريق لها..
أؤكد على ماذكرت، بعد زمن يصبح للذكريات التي استقرت في ادمغتنا بريقاً جذاباً .
١٣_مارأيك ؟ثلاث كلمات تلخص معنى الحياة ..تألمت ..فتعلمت …فتغيرت ..
أي ألم عاشه الشاعر فتعلم منه الى حد أنه غيره ؟
عشت منذ طفولتي هاجس الفقد لأحبة أعيش معهم وأمتد هذا الشعور إلى الوسط المحيط ( القرية ) وكنت عند رحيل أحدهم أعيش شعوراً غامضاً هو مزيج من الخوف والأسئلة ،لماذا نموت ؟!
كبرت وبقي هذا الهاجس ضاغطاً بكل ثقله ، حتى كان الزلزال الأكبر ( رحيل والدي ) الذي كان صديقاً منذ أثنين وعشرين عاماً وبقي هاجس الخوف من رحيل والدتي التي كنت وأنا كهل أغدو طفلاً بين يديها وقد عوضت الكثير من غياب أبي وكانت واحة وارفة الظلال بالنسبة لي.
شعري مطبوع بهاجس الفقد مع محاولات قليلة لخلق بعض حالات الفرح الذي أعتبره طارئاً وأعتبر الحزن هو الأبقى.
١٤. اختر نصاً مميزاً لحضرتك
إلى حيث هدأتهم الأخيرة
يسافر الموتى…
مادامت الذاكرة مشغولة بهم
يستمرون بالحضور. …
وقد نميت من نشاء
بنسيان مبين…
١٥. سؤال تنظيمي هناك أنشطة تعبوية تواكب المرحلة الراهنة الّتي تعيشها الدولة السّوريّة ..وخاصة لو كانت من خارج القطر..هل من الممكن استيعابها مكانياً ..أقصد فقط توفر مكان للنشاط ..
لأنه سبق وإن بادرت مجلة الآداب والفنون بأكثر من مبادرة الأدباء في سوريا ..عجزنا أن نجد مكان ..للنشاط لا اتحاد الأدباء ولا المركز الثقافي ..وأقصد كان النشاط في طرطوس ولكلّ الأخوة في المحافظات ؟
ج_فرع طرطوس لاتحاد الكتاب العرب تحت تصرفكم متى شئتم ،وعلى الرحب والسعة دكتور علي شرط التنسيق المسبق.
١٦. كيف للأستاذ منذر الحاصل على إجازة في علم الكيمياء و أخرى في علم النفس أن يمزج كلّ معارفه في بوتقة أناه و يصبح الأديب والشاعر الّذي أمامنا الآن ؟
.ج.أجد أن مجال العلوم يمنح المرء عقلاً تحليلا وتركيبيا يمكن أن يكون رافداً الحالة الأدبية
١٧. ثمة شاعر يحمل مجهراً دقيقاً ينظر من خلاله الى أدق التفاصيل ،وهناك شاعر يكتفي بتحويل الحياة إلى مثاليات وأفكار مجردة بصور شعرية أخاذة . مالفرق بينهما من وجهة نظرك أستاذ منذر؟
ج. في قصيدة النثر التي هي قصيدة الواقع والحياة المعاشة والتفاصيل نحتاج المجهر ولكن دون السطحية والمباشرة
١٨. إن أردت أن أعرف معدن الرجل أعمل على إغضابه …متى يغضب أ. منذر ؟
ج. بصراحة وعلى طريقتي أغضب:
-عند المساس بالكرامة – وعندما أواجه غباء تسيّد في المكان ، عندما أرى أن عباءة الدين أضحت لستر العورات ، التجاهل .
١٩. في مبادرة مميزة لفرع اتحاد الكتاب في طرطوس قد تم توجهيها من قبل الدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب والمكتب التنفيذي ضمن عمل (مئة كاتب وكاتب)لرعاية الموهوبين من الشباب ..وهذه خطوة رائعة جداً ومميزة ،حدثنا عن هذه المبادرة واللفتة الكريمة منكم في هذا المجال؟
ج. في اتّحاد الكتّاب العرب لا مجال لإهمال أي زميل على العكس نستقطب منهم اصدقاء وندعوهم للمشاركة في أنشطة الاتّحاد وبإجر تم تحديده ،أما بالنسبة للمراكز الثقافية فلا سلطة لنا عليها إلا بالمحبة .
وبمبادرة مني أرسلت لمدير الثقافة جدول بأسماء الزملاء أعضاء الاتحاد لتعميمها على المراكز الثقافية في المحافظة ودعوة الزملاء من خلالها.
واوافقك القول بالمزاجية بعمل بعض المراكز وحسب قيام الزميل بمراجعتهم لتكليفه بنشاط.
على سبيل المثال أنا منذ ١١/٧/٢٠١٦م لم أدعَ إلى المركز الثقافي بطرطوس إلا في الأسبوع الماضي ورفضت وكذلك الدريكيش وصافيتا وقلت لهم أدعو زملائي وليس أنا.
ختاماً أ. منذر يحيى عيسى
ممتنون لسعة صدرك لأسئلتنا …لم تكن ضيفاً وإنما سيد المكان نفخر و نعتزّ بكَ علم من أعلام بلادي تشمخ في فضاءات الأدب
كلّ الورود لا تكفي