نفحات القلم/خالدمصاص
قرأت بالامس قصة عن طمع المرء وطموحه وغروره في الدنيا..وراقت لي باعدادها من جديد من حيث المعنى والمغزى والقصد من وراء ذلك،واحببت وضعها بطريقة سهلة ومبسطة امام المتابع والقارئ ان كان يقرأ..وللاسف وعذرا منكم هناك كثيرون لا يقرؤون ولا يفهمون سوى التصفح وهذا هو الجهل والضياع للحهد والوقت..
لنعد الى روايتنا ولمن يقرأ ويهتم..
فقد ﻗﻴﻞ ﻟﻠﻜﻠﺐ فعذرا منكم:
ﺳﺘﺤﺮﺱ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺑﻨﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮ،ﻭﺳﺘﻜﻮﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﺻﺪﻳﻖ له وﺳﺘﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺮﻛﻬﺎ ﻟﻚ،ﻭﺳيهاب لك ﺣﻴﺎﺓ ﺛﻼﺛﻮﻥ ﻋﺎﻣﺎً..
فرد الاخير:ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ علي وﺃﺭﻳﺪﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ فقط..ﻓﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ بذلك..
ﻗﻴﻞ ﻟﻠﻘﺮﺩ:ﺳﺘﺘﺄﺭﺟﺢ ﻣﻦ ﻏﺼﻦ ﻟﻐﺼﻦ،ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﺍﻟﺨﺪﻉ ﻹﺿﺤﺎﻙ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ،وستعيش ﺣﻴﺎﺓ مدتها ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ.
فرد قائلا:ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ:ﺃﺭﻳﺪ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ يكفيني،ﻓﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﻣﺎﺃﺭﺍﺩ.
ﻗﻴﻞ ﻟﻠﺤﻤﺎﺭ:وانتم اكبر قدر،ﺳﺘﻌﻤﻞ ﺩﻭﻥ ﺗﺬﻣﺮ ﻣﻦ ﻃﻠﻮﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻟﻤﻐﺮﺑﻬﺎ ﻭﺳﺘﺤﻤﻞ ﻓﻮﻕ ﻇﻬﺮﻙ ﺃﺣﻤﺎﻻ ﺛﻘﻴﻠﺔ،ﻭﺳﺘﺄﻛﻞ ﺍﻟﺸﻌﻴﺮ او التبن ﻭﻟﻦ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺄﻱ ﺫﻛﺎﺀ،ﻭﺳﺘﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺓ ﻃﻮﻟﻬﺎ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺳﻨﺔ..
فرد وقال:ﺳﺄﻛﻮﻥ ﺣﻤﺎﺭﺍً،ﻭﻟﻜﻦ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻛﺜﻴﺮ ﺟﺪﺍً،ﺃﺭﻳﺪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ فقط،ﻓﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ بذلك..
ﻭهنا ﻗﻴﻞ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ:ﺃﻧﺖ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ العظيم والمتكلم والمفكر والمتعلم وﺍﻷﻛﺜﺮ ﺫﻛﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺳﺘﺴﺘﻌﻤﻞ ﺫﻛﺎءك ﻟﺘﺠﻌﻞ ﻣﻨﻚ ﺳﻴﺪﺍً ﻋﻠﻰ كافة ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ،ﻭستعيش ﺣﻴﺎﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ وتتمتع فيها ما طاب ولذ وستعمر بجهودك عمارة ﺍﻷﺭﺽ ﺣﻴﺎتك ستعيشها ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ..
فرد ﻹﻧﺴﺎﻥ مستغربا ومتسائلا:كيف ذلك..ﺳﺄﻛﻮﻥ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﻷﻋﻴﺶ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻓﻘﻂ..؟!
ﻫﺬﺍ ﻗﻠﻴﻞ ﺟﺪﺍً..فأريد ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺮﻏﺐ ﺑﻬﺎ ذاك ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ، بالاضافة الى ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺮﻏﺐ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻜﻠﺐ،
ﻭايضا ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺮﻏﺐ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺩ ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻣﺎﺃﺭﺍﺩ.
وهنا لابد من الاشارة والتنويه انه ﻭﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻛﺈﻧﺴﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﺑﻌﺪﻫﺎ..ﻳﻌﻴﺶ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻟﺤﻤﺎﺭ..ﻳﻜﺪ ﻭﻳﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﻃﻠﻮﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ لمغيبها ﻭهو ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻷﺛﻘﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ..
ﻭﺑﻌﺪ ذلك ﻭلاسيما ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﺒﺮ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ
فيعيش ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎً ﻛﺎﻟﻜﻠﺐ ﻳﺤﺮﺱ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ليلا نهارا ﻭﻳﻐﻠﻖ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ والنوافذ ويتفقد ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ والماء ﻭﻳﺄﻛﻞ ﺃﻗﻞ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ عائلته ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺮﻛﻬﺎ ﺃﺑﻨﺎﺅﻩ
بالاضافة بعدها ﻋﻨﺪﻣﺎ يكبر وﻳﺸﻴﺦ ويعجز ﻭﻳﺘﻘﺎﻋﺪ،ﻳﻌﻴﺶ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻛﺎﻟﻘﺮﺩ ﻳﺘﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﻟﺒﻴﺖ ﻭﻣﻦ ﺇﺑﻦ ﻵﺧﺮ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺑﻨﺖ ﻷﺧﺮﻯ للاقامة وهو ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﺨﺪﻉ ﻭﻳﺴﺮﺩ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ القدينة والمعتة حسب نظرة الجيل الحديث وذلك ﻹﺿﺤﺎﻙ ﺃﺣﻔﺎﺩﻩ ﻭﺣﻔﻴﺪﺍﺗﻪ لانه فقد العمر وعجز وضاع شبابه في الهرج والمرج والطمع وحب الانانية وغيرها..
اذن الحكمة من ذاك انه لماذا ﺍﻟﺘﻜﺒﺮ والتعالي ياانسان وانت عديم الرحمة والانسانية وانت تعلم ان عمرك محدود..؟!
وانت تعلم ايضا انك ميت لا محال امامك وسوف تلقى ربك عاجلا ام اجلا وتحاسب على ما اقترفت يداك وعن كل شاردة وواردة وفعل قمت به ان كان خيرا او شرا وهو مكتب في صحف محفوظة وستسأل عنها يوم اللقاء الاخير برب السماوات والارض..
فيا انسان..
عمرك ورزقك مكتوب..والمثل يقول:لا تركض ركض الوحوش غير عمرك ما بتدوم وغير رزقك ما بتحوش..
ولن يبقى اثرا للمرء في الدنيا الا من كان له ولدا صالحا يدعو له وعلما ينتفع به وعملا او صدقة جارية.
فاجدادنا وابائنا رحمهم الله كان لهم قولا وما زلت اذكره:
عندما كانوا يقولون:اللهم امنا في اوطننا واحفظه لنا من الذل..فكنا اثنائها صغارا لا نعرف معنى ذلك،الا بعد ان كبرنا فادركنا المقصود من وراء ذاك الدعاء الذي يثلج القلوب الان بامن وسلامة الوطن وكرامة المرء..
وهنا ننوه ونؤكد ونستخلص ان كل شيء امامك وفيك وعليك ياانسان من عمل ومال وجاه وخير وشر و…هو ذائل ولن تأخذ سوى عملك فقط تاركا وراءك الحياة وهمها وتربيتك وسمعتك واعمالك التي قمت بها في الدينا وتبقى ارضك هي العنوان الى ان يأتي يوم الدين..فسارع الى طلب في عمل الخير لوطنك ولشعبك ولاهلك وجيرانك وهي ذكرى تخلدها للاجيال وخيرا لك ومعك تأخذه بدلا ان تطلب المزيد من طول العمر وليس منه فائدة او عمل تنتفع به وتنفع الغير..
فالخير مزروع بنا من الله،والشر مصنوع من انفسنا واعمالنا..فطيبة لمن يسلك طريق الخير والعطاء دون لقاء لاجل المحبة والانسانية..وهو سر النجاح والفوز العظيم عن العمر المديد دون عمل وفائدة..