يقول (كيسنجر) : تخشى أمريكا من دولة كردية , لأنها قد تزعج تركيا , نصيرتها في المنطقة
كانت (قسد)أداةً بيد العدو الأمريكي ــ الإسرائيلي , لسـرقة الخيرات السورية , وتجـويع شعبها
هل شاهـد الانفصاليون ما حـدث لعملاء أمريكا في مـطار كابل , حيث فضـلوا الكـــلاب عليهم
بقلم المحامي محمد محسن
يقول ( كيسنجر) كبير السياسيين الأمريكيين , في كتابه [ هل تحتاج أمريكا إلى سياسة خارجية ] , ترجمة عمر الأيوبي , في الصفحة /191/ بالحرف الواحد :
………………..[[تخشى أمريكا من دولة كردية في شمال العراق , لأنها قد تزعج ……………………………تركيا , التي تحتاجها أمريكا في المنطقة ]]
هل هناك كلام أوضح من هذا الكلام , ؟ والأهم أنه صادر من أكبر سياسي مخضرم في أمريكا , بل كان ولا يزال محرك السياسة الخارجية الأمريكية , فهل يتعظ الانفصاليون الأكراد , أم ستبقى العمالة , والحقد , والمال , هي المحرك ؟
وما دامت أمريكا تخشى من دولة كردية في شمال العراق , أكبر تجمع كردي في المنطقة , حتى لا تزعج تركيا , فكيف ستكون أمريكا مع دولة كردية على الحدود السورية التركية الطويلة , التي يتواجد فيها الأكراد كأقلية ؟
وهل تناست(قسد) الموقف الأمريكي , من الاستفتاء الانفصالي ــ الاسرائيلي الذي أجراه البرزاني الابن , في شمال العراق ؟
وإلى ماذا يشير فتح أمريكا المجال لتركيا واسعاً , باحتلال عفرين وتوابعها , وغالبية المناطق الحدودية التي يقيم فيها الأكراد ؟ وعدم الرد على الاعتداءات التركية المتكررة على (جيش قسد) , ؟
ألا تتطابق هذه المواقف مع رأي ( كيسنجر) ؟
كل عاقل يعلم أن الوجود الأمريكي العسكري المحدود في الجزيرة السورية , لم يأت لدعم الحركة الانفصالية الكردية , بل لإشراكهم في الحرب ضد وطنهم , واطباق الحصار لتجويع الشعب الذي كان شعبهم , وتوسعة شقة العداء بينهم وبين ( العشائر العربية) , التي يعيش أغلبهم ضيوفاً عليهم في الجزيرة السورية ؟.
ولما كان الانسحاب الأمريكي بات مقرراً من العراق قبل رأس السنة الجارية , بضغط من المقاومات العراقية , فان انسحابها من العراق , يستدعي بالضرورة سحب قواتها الرديفة في سورية , لأنه من المستحيل ترك هذا العدد المحدود من جنودها في سورية , بدون حماية من الجيش الأمريكي في العراق , المنسحب بقرار عراقي أمريكي مشترك .
وأخيراً وليس آخراً : ألم يشكل الانسحاب الأمريكي من افغانستان , درساً للانفصاليين الأكراد , بعد عشرات السنين من الحرب , ؟ والطريقة المذلة , المهينة , التي أخرجت فيها جنودها , وكلابها , من مطار كابول , وتركت عملاءها يتدافعون على أرض المطار , ويسقطون أشلاءً من على سلالم الطائرات . ؟ ولم تكن هذه الهزيمة النكراء الأولى من نوعها , بل سبقها ما حدث في مطار سايغون الفيتنامي .
إن عديد القوات الأمريكية في الجزيرة السورية , والمهمات الجزئية التي أوكلت لها , ألا وهي : سرقة النفط السوري , واطباق الحصار , تؤكد أن التواجد الأمريكي . وجود مؤقت , ولا يملك شروط الديمومة , كما أن تركها لجنودها تحت رحمة صواريخ المقاومة , السورية وغيرها , لابد وأن تشكل هاجسها اليومي .
عندها ستجد (قسد) و (مسد) ومن يساندهما بين فكي كماشة , الجيش العربي السوري المنتظر والمتأهب , ومعه وإلى جانبه العشائر العربية , صاحبة الأرض والتاريخ , التي نالها من العسف من ( قوات (قسد) ما نالها , والجيش التركي العدو التاريخي , المرابط على تخومهم , وبالرغم من أن هذا الواقع الذي يجمع عدوين , ضد مكون يجب أن يكون وطنياً , لا تريده الدولة السورية , ولكن الواقع قد يفرضه , بحكم الضرورة .
بعد الذي أوردناه :
لن نقدم للانفصاليين الأكراد النصيحة ….. ولكنهم هل يعقلون ؟؟