الصمت الأمريكي ــ الإسرائيلي وعدم الرد على الباخرة , إيذان بأفول الزمن الأمريكي
لقد تلاقـت غايات محــور المقـاومة , مع القــطب الشرقي , في انهــاء الزمن الأمريكي
ستســحب أمريكا جل قواعــدها في المنطقة , وستــتخلى عن دورها في حماية اسرائيل
بقلم المحامي محمد محسن
بكل ثقة , وتأكيد , نقرر أن الزمن القادم ليس أمريكياً , وبنفس الثقة والتأكيد سنقرر , أن الزمن القادم , سيحمل نسائم الحرية لمنطقتنا كلها , وانجاز شعوبنا لحريتها , هو إيذان بانفراج أممي عالمي , لأن زمن التوحش الأمريكي , هو آخر كل الأزمنة الاستعمارية البغيضة التي سبقته , أزمنة الموت , والدمار , والسيطرة , بقوة السلاح , التي وصفها ( فوكوياما ) بنهاية التاريخ . والتي قسمت شعوب العالم إلى فسطاطين :
شعوب غنية جداً أثرت على حساب , دماء , وعرق , وقدرات الشعوب الأخرى التي أُفْقِرتْ , وجُهِّلَتْ , وجُوِّعَتْ , وأُمّْرِضَتْ , ومنها شعوبنا .
لذلك وبكل ثقة , وتأكيد , نعتبر أن الانتصارات الجزئية المتتابعة , التي يحققها محور المقاومة في منطقتنا , وبخاصة على الميدان السوري ــ اللبناني , والتي تتلاقى بحكم الضرورة , مع القطب الشرقي المتنامي , على ذات الأهداف , والغايات , وأهمها مقاومة الزمن الأمريكي الذي طغى وبغى , والذي مهد محور المقاومة , الميدان في الشرق العربي , للقطب الشرقي , فراكما المكاسب معاً .
هذه الانتصارات الجزئية المتتابعة , على القطب الأمريكي , في جميع الميادين , ستتحول من انتصارات كمية متراكمة , إلى انتصارات نوعية , لأن المسار التصاعدي للانتصارات , كانت وستكون على حساب القطب المتراجع , والمنكفئ , والذي جاءت هزيمة افغانستان المذلة , المهينة , لتكون أكبر شاهد على صحة ما نقول .
نعم ان كلمة (ا ل س ي د) , التي جاءت بمثابة انذار , لأكبر , وأقوى دولة في العالم , ومعها , وإلى جانبها , (اسرائيل) أقوى دولة في الشرق الأوسط , تقول هذه الكلمة الإنذار :
إن ضـــــــــــــــــــــــــــــــربتم ضــــــــــــــــــــــــــــــربنا .
ولما كانت البواخر الإيرانية المحملة بالنفط , والمتوجهة إلى لبنان , لابد وأن تتابع سيرها تحت سمع وبصر , الأسطول السادس , والسابع , ومعهما الأقمار الصناعية الأمريكية , وبجانب الغواصات والسفن الحربية الإسرائيلية , بكل حرية وبدون أي اعتراض .
سيكون هذا المرور الآمن أكبر دليل على خضوع أمريكا , وزراعها اسرائيل , للإنذار , وبالفهم العسكري الاستراتيجي , يقودنا المنطق إلى ثقتهم أن المواجهة مع محور المقاومة , لم تعد مربحةً , بل ستكون الخسائر باهظة , وستغادر آلاف التوابيت منطقة الشرق الأوسط , باتجاه أمريكا .
وقد تكون حرب انهاك للوجود الاسرائيلي , أو على الأقل : خروج الجليل الأعلى من سيطرة الاستعمار الصهيوني الاستيطاني , مع تدمير تل أبيب وغيرها , لذلك غلبوا التعقل , على التهور , الذي سيكون كارثياً بالنسبة لهما .
كما أن أمريكا القوية , المتجبرة , قد وصلت إلى قناعة أن الزمن الحالي , لم يعد زمن الحروب العسكرية الكبيرة , بل هو زمن الحروب الاقتصادية , والسباق نحو السيطرة على الأسواق العالمية , ومواجهة الاقتصاد الصيني المتصاعد , والمُهدد , وهذا الموقف يؤشر إلى أنها ستعود إلى داخل أسوار أمريكا للاهتمام بأمورها الداخلية , وتتخلى عن الكثير من سياساتها , العسكرية , التقليدية .
لذلك ومن خلال هذا الفهم الاستراتيجي للتحولات الدراماتيكية في المنطقة , ستصبح القواعد العسكرية الأمريكية المبثوثة في غالبية دول المنطقة , غير ذات جدوى , فضلاً عن أنها باتت تحمل الخزانة الأمريكية عبئاً مالياً كبيراً , وهذا سيدفعها بكل تأكيد إلى سحب الكثير من قواعدها بالتدريج من المنطقة , وأكبر دليل على ذلك سحب ( البتريوت ) من السعودية , وهذا يقودنا إلى الجزم , بأنها ستتخلى عن دورها في حماية (اسرائيل ) وممالك الخليج .
مـــــــــــــن أراد أن يؤمـــــــــــن بهـــــــذا , ومــــــــــــن أراد أن لا .
ـــ إن الزمن الأمريكي في أفول .
ـــ إن زمن الحروب العسكرية الكبيرة قد انتهى .
ـــ إنه زمن المقاومات الشعبية .
ـــ واقع الصراع وغاياته , فرضت التلاقي بين محور المقاومة , والقطب المشرقي الصاعد , على مواجهة القطب الأمريكي , مع وجود تباينات جزئية في المصالح , والمواقف .