.. وأشـهدُ أنَّ الـحـنـيـن على كـلِّ شـيء قـديـر..
يُـزنـّرنـي بـكِ
ويـجلـبُ نـيسـان فـي أيـلـول..
يـبـعـثُ الـحـيـاة فـي خـرائـب الـرُّوح،
ويـوقـظُ مـدنـاً، ودروبـاً، وحكـايـا..
فـتـتـحـرّكُ جـيـوشٌ مـن الـعـشّـاق والـعذَّال..
ويـغـرفُ الـحـرف مـن شـهـد الـعـمـر لـيـوَّشّـي حـوافَّ الـقـصـيـد…
وتـمـيـلُ شـرفـةٌ على جـارتـهـا واشـيـة بـالـخـبـر (الـحكـايـة هي الـحكـايـة)..
شـكـراً لأنّـَكِ وأنـّي الـخـبـر و الـحكـايـة..
يـا حـلـوة الـحـضـور
كـلَّما الـتـفـتِّ شـرقيّ قـلـبـكِ ظـنـّوكِ تـبـحـثـيـن عنِّي، وكـلّما كـتـبـتُ حـرفـاً ولـو في الـسّـياسـة خـالـوه غـزلاً فـيـكِ..
كـلُّ الـوشـاة حـمـقـى
و أشـهـدُ أنـَّهـم وظـنـونـهـم خـاسـرون…
الـيـوم يـوقـنـون أنّي جـهاتـكِ الأربـع،
وأنَّ يـمـيـن ويـسـار حـرفي لـكِ، ومـا كـان بـقـضـاءٍ لـم يـُنـهِ تـطـرُّفي فـيـكِ حـدّ الـجـمـال وحـدّ الـشّـجن..
يـا حـلـوة الـرّوح
أخـافُ كـمـا أنـتِ الـحـربَ،
وكـلَّ هـذا الـفـرح الـطَّـافـح في رسـالـتـكِ الأخـيـرة،
والـشَّـجنَ الأنـيـق الـذي يـُطـلُّ بـعـيـونـه الـدامـعـة كـلـما أحـرقـنـا شـراعـاً لـلـحـزن..
وأخشـى عـلـيـكِ قـهـرَ نـشـرات الأخـبـار الـبـائـسـة،
وبـردَ أيـلـول،
وعـيـونـاً كـأنّـَها الأنـيـاب،
ومـيـراثـاً زهـره كـما جـمـره…
وأشـهدُ أنَّ هـذه الـسّـنـيـن وهـذي الـبـلاد ظـالـمـة..
و آمـلُ لـو أنَّـكِ تـواظـبـيـن على نـثـر فـتـات الـخـبـز للـدُّوريّ وسـقـايـة الـحـبـق شـرقي قـلـبـكِ جـهـة الـقـبـلـة…
سـلامٌ عـلـيـكِ
شـريـانـي الأبـهـر كـما جـيـرانـه الـيـوم بـخـيـر..
تـجـاوزتُ ظـروفي الـصـحّـِيِـّة الـمـسـتـجـدَّة، ضـغـط الـدَّم والسُّـكَّر واعـتـلال الـقـلـب…
كـلُّ شـيء يـبـدو على مـايـرام، وأفـضـل ممـا أتـوقَّع….
والـمـهـمّ أنَّ ذاكـرتي مـشـتـعـلة بـكِ
ومـا زلـتُ أحـلمُ أن نـكـبـر معـاً.
دمشق في 10 أيلول 2014
ــــــــأيـمـن ســلـيـمـان.