نسيَتْ قافلةُ الضَّوءِ على
بيدرِ الأحلامِ فيضاً مِنْ سناها
في جِوارِ النَّبع ِ كانَتْ ظبيةٌ
تنسجُ الأحلامَ مِنْ مَرْج ِ رؤاها
ذكرَتْ إلفاً بعيداً رُبّما
لم يعُدْ مِنْ غربةِ التِّيهِ وتاها
أغمضَتْ أجفانَها محبورةً
علّهُ إلفُ الصِّبا- يوماً- أتاها
تركَتْ خَشْفاً وديعاً نائماً*
بعدَ حينٍ رُبّما يقفو خُطاها
لم تكنْ تدري الرَّدى مُنتظِراً
بينَ أدغالِ السّواقي مِنْ وراها
سدّدَ الصّيّادُ سَهماً جائعاً
عن يمينِ الدَّغلِ مَسعوراً رداها
ردّدَ الوادي أنيناً جارحاً
يا إلهي , أيُّ كأسٍ قدْ سقاها؟!
*الخشفُ : صغيرُ الغزالة
أقبلَ الظَّبيُ ليلقى أمَّهُ
جثّةً هامدةً فاضَتْ دِماها
وانحنى يشْتـَـمُّ باقي نسمةٍ
من عبيرِ الطُّهرِ فاضَتْ مُقلتاها..
واختفى في الدَّغلِ يطوي آهةً
آهِ – يا جلاّدُ – لو تدري مداها