(الانتخـابات العـراقية) القادمة , ستصفـع المطبعين في أربيل , وتقول نعم لمحور المقاومة
الصمــود السوري , فتح وسيفتح كل الآفاق لانتـصارات متتــابعة , في جميع دول المنطقة
الخروج الأمريكي من المنطقة , سيترك (الأبارتيد) الصهيوني , وقسد بدون غطاء للحماية
بقلم المحامي محمد محسن
عقد الانفصاليون الصهيونيون في شمال العراق , مؤتمرهم التطبيعي في اربيل , بتاريخ 24 /9 / 2021 / قبل الانتخابات العراقية , بهدف مصادرة المد القومي العروبي , المقاوم , وتشتيته , وتشكيل حالة نكوص , وارتداد له , ولكن الذي حدث العكس تماماً , حيث دفع جميع القوى الشعبية والحزبية في العراق , إلى التلاحم وتأكيد موقفها الصلب المعادي (للكيان الصهيوني) وتحميل المطبعين مرتبة عملاء .
فالشعب الذي أنشأ الحشد الشعبي , وضم إليه جميع حركات المقاومة بأسبوع أو أكثر , وتصدى , وهزم ( داعش الأمريكية ) بعد أن وصلت أسوار بغداد , ولا يزال يلاحق فلولها , كما يلاحق القوات الأمريكية الاستعمارية , التي سيجبرها على الرحيل .
هذا العراق الغني الذي دُمِّرَ , ومُزِّقَ , وجُوِّعَ , من قبل أمريكا , وحلفائها , استناداً على فرية لا تنزل في ميزان , سينهض من جديد , وسيكون يوم 10/ 10 / 2021 / موعد الانتخابات العراقية , الحدث الأهم في هذه المرحلة التاريخية , الذي سيساهم في قلب جميع المعادلات في المنطقة , وأهمها عودة العراق ليتبوأ موقعه الريادي العربي , ولينهض بدوره الأساسي . والفعال في محور المقاومة .
كما ستشكل نتائج الانتخابات المفصلية صفعة قوية , لكل عملاء أمريكا , الذي حضروا , والذين لم يحضروا , المؤتمر التطبيعي الخياني الصهيوني , الذي عقد برعاية الحكومة البرزانية الانفصالية الكردية , والذي حضره بعض شيوخ القبائل العربية بصفاتهم الشخصية , بأمر من (اسرائيل) وأمريكا .
وستثبت الانتخابات العراقية المرتقبة , أن العراق سيكون الظهير الأقوى لمحور المقاومة , الذي سيشدد ضغوطه على القوات الأمريكية , لتسريع خروجها من العراق , وخروج القوات الأمريكية من العراق , يعني بحكم الضرورة خروج القوات الأمريكية من سورية , لأن تواجدها في سورية , رهن بوجود قواتها في العراق , المكلفة بحمايتها .
أربعة أحداث تاريخية تواكبت مع بعضها , فشكلت مفصلاً تاريخياً , ونقلة نوعية , ستغير وجه العالم , وهي :
ـــ الانسحاب الأمريكي المذل المهين من افغانستان .
ـــ نتائج الانتخابات العراقية القادمة , تبشر بحسم المعركة لصالح قوى المقاومة , التي ستتكفل بتحرير العراق القسري , من الاستعمار الأمريكي .
ـــ التوقيع الأمريكي على الاتفاقية النووية الإيرانية , ورفع الحصار عنها .
ـــ انسحاب القوات الأمريكية التدريجي من سورية , , سيجعل ( قسد الانفصالية ) تستجدي الصلح مع سورية , وهذا سيترتب عليه أيضاً :
تحرير الطريق السريع M /4 الرابط بين حلب واللاذقية مروراً في جسر الشغور , تطبيقاً لاتفاقية ( سوتشي) , والتعامل مع الارهابيين في مكب ادلب .
هذه الأحداث المفصلية التاريخية , ستقلب وجه المنطقة , وستفتح باب الحرية أمام شعوبها لأول مرة منذ خمسة قرون .
وسَتُحْدِثُ تغييرات دراماتيكية جوهرية على جميع دولها , حيث ستنفض غبار التبعية المطلقة لأمريكا , كما ستتفلت من الاستعمار الغربي , المتوحش , الذي مزق , وجهل , وأفقر أمتنا .
كما ستشكل باعثاً لإعادة النظر في كل الاصطفافات السياسية , وحتى الاقتصادية العتيقة , وستكون فلسفة المرحلة القادمة التوجه شرقاً , لأن الزمن القادم ( زمن الشرق) , الذي يقول عنه ( جون ديوي الفيلسوف ) روحانية الشرق ستنقذ الغرب من ماديته .
من هذه التحولات المستقبلية التاريخية , تؤكد ما أكدناه مراراً أن النصر في سورية , سيشكل نقلة نوعية حضارية , وسيأخذ زمام المبادرة ويمهد كل السبل ليكون الشرق قائداً للمرحلة التاريخية القادمة , التي ستكون مهمتها الأسمى , تحقيق التوازن الحضاري .
وأفول الزمن الغربي المنتظر من المنطقة , والذي كما أشرنا باتت ملامحه لكل ذي بصيرة , سيترك محمياته مكشوفة بدون غطاء , وبخاصة ذراعه التاريخي ( الكيان الاسرائيلي ) , لأول مرة منذ قرن .
عندها ستكون دول محور المقاومة , بصفتها المكون الغربي المهم , للقطب الشرقي , اللاعب الأساس في المنطقة , والمسؤول عن جميع التحولات فيها .