هذا نصيبُكَ ..يا قلبي ارضيَنَّ بهِ
ولا تُجادلْ فحظُّ الناسِ مكتوبُ
هي الحياةُ حقوقُ المُفتري قدرٌ
فيها ، وحقُّ نقيِّ القلبِ مسلوبُ
ففي الصداقةِ لمْ تعثرْ على رجلٍ
إلّا ……بداء خداعِ الناسِ منكوبُ
يُدِلُّ في الناسِ ..مزهوّاً بفعلتِهٍ
كأنّما الغدرُ بينُ الناسِ مرغوبُ
أمّا المحبّةُ …….آهٍ منْ خناجرِها
تدمي القلوبَ ولمْ ينفعْكَ تطبيبُ
رماكَ دهرُكَ ….في أحضانِ غانيةٍ
في كلِّ يومٍ لها في الحبِّ ملعوبُ
ساديةِ الخلقِ لمْ تأبهْ ، ومذهبُها
فيمنْ تعشّقَها قهرٌ ، وتعذيبُ
إنْ أُحرِجتْ بقضايا جدِّ بائنةٍ
فالردُّ عندها إنكارٌ ، وتكذيبُ
تقولُ لي : إنّها في العمرِ ما أثمتْ
وكلُّ ما فعلتْ …….للناسِ ترغيبُ
فإنْ أشرتَ لإثمٍ ، انتَ مَنتقَدٌ
وانْ تغاضيتَ عنهِ أنتَ محبوبُ
حبْكُ الأكاذيبِ مدَّ العمرِ ديدنُها
وللحقيقةِ تسفيهٌ ، وتغييبُ
يا قلبُ ..قدْ حانَ منْ بعدٍ الهيامِ بها
أنْ ترعوي فاجتنابُ الحمقِ مطلوبُ
لغيرِكَ الدلُّ ، والأشواقُ دافقةٌ
وعنكَ كلُّ حديثٍ طابَ محجوبُ
حتّامَ تبقى رهيناً في حبائِلِها
فما تنبّهْتَ …ٱلّا أنتَ مرعوبُ
هي الطليقةُ …..أضغاثٌ محبّتُها
وانتَ فوقَ جدارِ الوهمِ مصلوبُ
فحاملُ الحبِّ إنْ كانتْ سرائرُهُ
نقيّةً فهْوَ مقهورٌ ، ومغلوبُ
يا قلبُ ..يا مَنْ تحمّلْتَ العنا زمناً
تبقى الهمومُ وعمرُ السعدِ منهوبُ
لقدْ تسلّحْتَ بالصبرِ الجميلِ وما
جاراكَ عندَ احتمالِ الصبرِ أيّوبُ
لا يعرفُ الصدقَ مَنْ كانتْ خلائقُهمْ
مثلَ الإناءِ الذي …في القعرِ مثقوبُ
أديب نعمة