وفاء وتذكر .. وشوق لاهب : (( الذكرى الأربعون = 40 سنة مرت ))
يوم 27 سبتمبر / أيلول من سنة 1981 .. حطت بي طائرة الخطوط الجوية التونسية في مطار دمشق الدولي.. بعد سكال في القاهرة ..
كان الوقت عشية .. اخذت تاكسي انزلتني في وسط المدينة التي أعشقها لكنني لا اعرفها .. « ساحة المرجة » كانت في استقبالي .. كنت حين نزولي من التاكسي مبهورا .. تائها .. كل شيء مضخم لا استطيع استيعابه .. فأنا القادم من أطراف الصحراء حيث في ذلك الزمن كان موطننا ( دوز ) شبه منقطع عن العالم .. فقط صحراء وواحة .. واحاديث عن صخب المدن وفاتناتها واجرام منحرفيها .. أن نفكر فقط في السفر للعاصمة نرتعب .. فكأننا ندخل زريبة ذئاب وثعالب .
(……….. ) وكانت المصادفة أنني ليلتها التقيت في أحد المطاعم الذي كنت اتعشى به ( قريبا لي ) كان قد سبقني إلى الشام بأسبوع .. كانت مفاجأة لا استطيع وصفها .. انتقلت معه إلى حي الطبالة .. وفي يوم 6 أكتوبر كنا نحتفل بعيد الأضحى مع مجموعة من التونسيين سمعنا خبر إغتيال ” أنور السادات ” ..
سجلت في معهد خاص .. نجحت في البكالوريا 1981 / 82 .. ثم سجلت في قسم التاريخ بكلية الآداب / دمشق لأتخرج منها مجازا دورة جوان 1987 .. وفي تلك الفترة توليت مهام نقابية ضمن « الهياكل المؤقتة » للإتحاد العام لطلبة تونس فرع دمشق المؤقت ( أمين سر الاتحاد ) لدورتين متتاليتين ( 1983 /84 و 84 /85 ) .
بقيت بالشام سبع سنوات .. عدت إلى تونس لأمتهن التعليم .. وها أنا اليوم متقاعد منذ ثلاثة سنوات .
الشكر وجزيل الشكر .. والفضل يعود أساسا إلى النظام السوري بقيادة الزعيم الراحل « حافظ الأسد » ولتوجهات « حزب البعث العربي الاشتراكي » الذي فتح سورية لكل العرب واستقبلهم في زمن ضاقت بهم أوطانهم .. وكم افتخر أنني انتميت له .
سوريا أو سورية أو بلاد الشام بكل مدنها وقراها .. دمشق « الشام » بكل احيائها واريافها .. لي شوق لا يفصّل .
أهلي بدمشق تحديدا الذين عشت بين ظهرانيهم .. عاشرتهم 7 سبع سنين متتاليات ( خلالها روحت شهر وحيد لزيارة الأهل ) جاورت عائلات ودخلت ك إبن للكثير من البيوتات .. سوريين وفلسطينيين .. أحبتي كم افضالكم التي لا تحصى إلى اليوم تغمرني واستحضر صوركم وابحث عن اخباركم كلما تابعت أخبار سورية واتمنى أن تكونوا بخير .. وللأسف أغلبكم انقطع التواصل بيننا .
زملائي الذين درست معهم أو سكنت معهم في المدينة الجامعية .. كم أشتاق لمعرفة أخباركم من سوريات وسوريين وفلسطينيين وسودانيين ومغاربة وبقية الأشقاء العرب .
همّي وهمّ معظم أصدقائي الذين درسوا في سورية هو كيف نرد بعض جميلكم الذي غمرتموننا به دون تأفف أو ملام ..
أنا وأمثالي نجتهد للتواصل معكم ودعمكم حتى يعم السلام والنماء سورية الحبيبة .
دينكم في رقبتي حتى الممات .. وها أنا ورّثته لأبنائي .
— الإبن الوفي دوما والمشتاق لشم عطور وياسمين ورائحة البن الشامي ..وووو ..
شكري محمد / دوز / تونس
الصورة = انا على اليمين وعلى اليسار الصديق الجميل نورالدين أحمد بحي الميدان /دمشق .. وهو الذي التقيته ليلة وصولي لدمشق .