نعمه العبادي
كتبت احدى الاخوات وهي تدريسية في الجامعة عتباً على زملائها في القسم لأنه معظمهم لم يشاركها العزاء ولو بكلمات بوفاة اختها.. وقد كتبت تعليقا اشمل من الحالة التي تحدثت بها وللفائدة أضعه بين ايديكم..
نص التعليق:
– دائما وابدا نحتاج اعادة توصيف الاشخاص والاماكن والقضايا في ظل انكشافات مهمة تمس عمق تصويفنا وتعريفنا السابق لها.. طبعا هذا لا يعني انه لا يوجد اطمئنان نسبي.. ولكن هذه قضية تحتمها شواهد الحياة في كل يوم.
– من الاخطاء الشائعة اننا نعطي توصيفاً ومكانة لشخص ما بشكل غير دقيق ثم نتوقع او نتصرف على انه ينبغي ان يصدر منه كذا وكذا.. والحقيقة اننا رفعنا سقف التسمية لا اكثر.. يصح هذا بقوة في وصف صديق بل حتى زميل.. فحين تعود الى محتوى كلمة صديق تجد اننا ظالمون ومتهاونون في اطلاقها على معارف طريق او مجاوري مقاعد ومبادلي تحيات وووو.. وحقيقتها شيء عظيم ربما يفوق منزلة الاخوة.
– عادة في مجتمع علاقات العمل وهذا شبه متساوي في مجتمع النخبة والعاديين.. انه من النادر ان تجد من يتفقدك بقلب متذكر واحساس غياب حينما تغيب.. وانه من النادر ان ينتصر لك ويدافع عنك هذا المجتمع بشجاعة ومسؤولية حين تذكر بما ليس فيك او ينسب لك ما لم تفعل او تقع في مشكلة ما… هذا إذا لم يرسل الجالسون اشارات منافقة بالعيون ولغة الجسد تزيد التشكيك فيك او تأكد ما يطرح.
– قضية التكافل في الافراح والاحزان شبه غائبة إلا من خلال علاقات خاصة او تبادل منفعة او حساسية موقف.. فقديما قيل ماتت بغلة القاضي فجاء كل اهل المدينة لعزائه ولمات مات القاضي لم يصل احد لعزائه.
– من المؤسف جدا ان معظم مؤسساتنا بمختلف اعمالها ونماذجها تهمل بشكل كبير الجانب الوجداني والعلاقات الانسانية ضمن بيئة العمل.. فيندر ان يوجه رئيس اعلى لهذا او يمارسه بشكل عملي…
– من المفجع ان مجتمعنا يتجه الى ليبرالية عرجاء مشوهة فيما يتعلق بالسلوك العام.. ففي الوقت الذي ينتفخ فضوله وتدخله في شؤون الاخرين بدون مبرر ولا وجه حق وبفجاجة.. تجده ينسحب تدريجيا من مواقف مميزة في مجال التكافل الاجتماعي والمواقف المميزة لمجتمعنا..
– اقولها بأفتجاع نحن في ازمة قلوب تدق برحمة للآخر في فرحه وحزنه.. ولنفوس تجد من النبل ان ترد الفضل وان كان صغيرا.. لكن هذا لا يعني ان اهل الخير والقلوب الشفافة لا وجود لهم.. فقرب اكوام الاشواك ازهار جميلة مميزة بعطرها…