بقلم الكاتب نضال عيسى
في ثلاثينيات القرن الماضي قال أنطون سعادة (مَن نحن) ليتوصل إلى قول مَن جلب على أمتي هذا الويل
ومن هنا سوف أبدأ بمَن نحن ولماذا حصل هذا الهجوم على معالي وزير الإعلام الأستاذ جورج قرداحي الذي تكلم بوجهة نظره الإنسانية عن حرب عبثية على دولة لثمان سنوات استخدم فيها كل أنواع السلاح وشرد الملايين واستشهد الألاف وجرح مئات الألاف من أطفال وعجَز ولم تستطيع السعودية ومَن معها من تحالف على تحقيق اي أنتصار في اليمن.
فنحن مَن لا يقف عند حدود الظلم والأجرام وقد عبر الأستاذ جورج بمقابلته المتلفزة عن ذلك دون أن يمس السعودية أو غيرها بكلمة نابية واحدة هو فقط قال حرب عبثية من المنطلق الوطني والقومي والإنساني تجاه شعب يتعرض لأكبر عملية أجرامية شهدها هذا القرن.
كلام الأستاذ جورج جاء قبل توليه منصبه الوزاري بأسابيع فلماذا أراد اليوم (البخاري) إعادة نشره ولماذا؟؟
ولماذا هذا الهجوم على وزير الإعلام من ابواق داخلية وخارجية وأصبح الجميع يحمل فرشاة التلميع لتبييض صحفات التواصل الإجتماعي بأقلامهم السوداء لكسب بعض الود من السفارة السعودية وغيرها
ما حصل اليوم معيب بحق كرامة لبنان وإعلامه وسيادته وإستقلاله الذي يتكلم عنه مَن هاجم الوزير قرداحي لأن البخاري امتعض وانزعج من كلامه
يامَن ترفعون شعار الأستقلالية والسيادة
لماذا لم نسمعكم عندما قالت أميركا ممنوع المس بالقاضي بيطار؟؟
لماذا لم نسمع أصواتكم عندما تجول سفيرة أميركا على الوزارات ؟؟
لماذا لم نقرأ تعليقاتكم ونشاهد أعتصاماتكم عندما يعتدي الإسرائيلي كل يوم على مواطنين في جنوب لبنان
تتكلمون عن التدخل الإيراني والسوري في لبنان وتقيمون الدنيا ولا تقعدوها فهل تستطيعون ان تعطونا تصريح واحد لمسؤول إيراني يتدخل بالشأن اللبناني؟؟
اليوم اصبحتم تهاجمون معالي الوزير وتهللون لطلب سفير السعودية إقالته….
لكم أقول أينما كنتم مختبؤن عندما أعتقل محمد بن منشار دولة الرئيس سعد الحريري؟
لماذا لم يتجرأ أحد منكم ولو بتعليق على وسائل التواصل الإجتماعي ضد هذه المملكة التي اعتقلت رئيس وزراء لبنان
أليس تدخلا” في شؤون لبنان عندما تطلب السعودية إقالة وزير من الحكومة؟
لقد أستنفرت دول الخليج على كلام معالي وزير الإعلام جورج قرداحي واستدعت الإمارات القائم بالأعمال وقطر استدعت سفير لبنان والسعودية أيضاً لتقديم شكوى على كلام الأستاذ جورج
وعلى وزارة الخارجية اللبنانية أستدعاء سفير السعودية في لبنان لأعتراضها على التدخل بالشأن اللبناني بل يجب اكثر من ذلك وهو طرد سفير السعودية من لبنان او الأعتذار على تدخله بالشأن اللبناني.
فالأصول الدبلوماسية تفرض على سفير السعودية مخاطبة وزير الخارجية وتقديم أعتراضه عبر الوزارة لا ان يتكلم بوقاحة ويطالب بإقالة وزير من حكومة قائمة محصنة بثقة المجلس النيابي
وهنا نردد ماذا قال سعادة ما الذي جلب على امتي هذا الويل
هو أشباه الرجال الذين لا يملكون سوى المال الذي يضعونه على رؤسهم معتقدين بأنهم شامخون
بينما لا يستطيعون شراء كرامة وموقف تجاه قضية تساوي الوجود
رحم ﷲ امرءا” أحيا حقّا” وأمات باطلا” ودحض الجور وأقام العدل أمثالك جورج قرداحي
بقلم الكاتب نضال عيسى مجلة كواليس – نفحات القلم