هناك أناس يخافون على سمعة بلادهم من السوء،وهناك حمير تبيع البلد بما فيه..
خالدمصاص/نفحات القلم
قرأ معلومة عن اشخاص في ماض بلاد الشام اي بلادنا كانوا يخافون على سمعة بلادنا من السوء والسنة الناس..فلن يسؤون لها وكانوا يخافون عليها كثيرا رغم الاغرائات المقدمة اليهم وبقوا رفضوا عروضهم..
وفي واقعنا وللاسف ولاسيما في سنوات الحرب القذرة التي تكالبت وشنت علينا معظم الدول ومعهم دول عربية وما يؤسف كان معهم مرتزة وحثالة اشخاص المجتمع من الداخل فقد خانوا وباعوا واساؤوا واجرموا بحق البلد وللمواطن لقاء المنفعة ..
وبالمقابل هناك اشخاص كالماضي لم يتغيروا مقارنة بالحاضر..
فهذه القصة تبين المعادلة بين البشر وافعالهم كرامة لسمعة بلادهم من السوء..
قرأتها وراقت لي نقلها اليكم..
حيث يحكى انه ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1898 ﺯﺍﺭ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﻏﻠﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻦ ﺑﻜﺮﺓ أﺑﻴﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻪ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻻً حافلاً.
ﺧﻼﻝ ﺍﻻستقبال ﻭﻋﻨﺪ ﻣﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻻﺣﻈﺖ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﺓ ﺯﻭﺟﺔ ﻏﻠﻴﻮﻡ ﺣﻤﺎﺭﺍً ﺃبيص ﺟﻤﻴﻼً ﻓﺄﺛﺎﺭ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻬﺎ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ ﻭﺍلي دمشق حينها ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﺎﺷﺎ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻬﺎ ﺑﻪ ﻟﻜﻲ ﺗﺄﺧﺬﻩ ﻣﻌﻬﺎ ﺫﻛﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﻟﻴﻦ..
ﺭﺍﺡ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺪعى ( أبو ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺗﻠﻠﻮ ) ﻓﻄﻠﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻫﺪﺍﺀ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻓﺎﻋﺘﺬﺭ..
فغضب ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻭﻋﺮﺽ على أبو الخير ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺻﺮّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﻭﻗﺎﻝ :
ﻳﺎ أﻓﻨﺪﻳﻨﺎ ﻟﺪﻱ ﺳﺘﺔ ﺭﺅﻭﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﺍﻟﺠﻴﺎﺩ ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﺓ ﻫﺪﻳﺔ دون مقابل ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻓﻼ.
اﺳﺘﻐﺮﺏ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺒﺐ..؟!
ﺭﺩ ﺗﻠﻠﻮ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎً:
ﺳﻴﺪﻱ ﺍﺫﺍ أﺧﺪﻭﺍ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ إﻟﻰ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﺳﺘﻜﺘﺐ ﺟﺮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻨﻪ ﻭسيسأﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﻴﻦ ﻫﺎﻟﺤﻤﺎﺭ ؟
ﻓﻴﺮﺩﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ:ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﻣﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺭﺑﻤﺎ يكون ﻣﻌﺮضاً ﻟﻠﺴﺨﺮﻳﺔ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﻞ ﻳﻌﻘﻞ ﺍﻥ ﺍﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﻣﺎ ﻳﻌﺠﺒﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤير ؟ ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻦ أﻗﺪﻣﻪ ﻟﻬﺎ ﻭﻟﻦ أبيعه.
ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻟﻼﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻭﺍﻻﻣﺒﺮﻃﻮﺭﺓ ﻓﻀﺤﻜﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻭأﻋﺠﺒﺎ ﺑﺎﻟﺠﻮﺍﺏ..وعلى ضوء ذلك ﺃﺻﺪﺭ ﺍلإﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﻤﻨﺢ ﺗﻠﻠﻮ ﻭﺳﺎﻣﺎً ﺭﻣﺰﻳﺎً.
هناك أناس يخافون على سمعة بلادهم من أن تمسها الألسن بالسوء،وهناك حمير تبيع البلد بما فيه !
وللاسف نحن لدينا الكثير منهم..وما زالوا يعيشون بيننا.. وقلوبهم سوداء وهم مستعدون ان يبيعون حتى نساؤهم و…مقابل المنفعة..ولذا .. هؤلاء مجرمين لا يهمهم سمعة وكرامة البلد ويجب ان نكون منهم حريصين..
فرحم الله رجال الماضي فهؤلاء الشرفاء كانوا لنا كنز يستحقون كل محبة واحترام..وكذلك للذين مازلوا للان يحافظون ويخافون على بلدهم الام رغم كل الظروف والعروض..وفهمكم كفاية.
فالتاريخ يسجل كل شيء..دمتم بخير.