لماذا فجرت السعودية حقــدها على لبنان الآن ؟, وما هي الآمال التي بني عليها ؟
[كل عميل يخدم المصالح الأمريكية , هو يخدم اسرائيل] , لأن مصالـحهما متداخله
هل تــم بقـرار أمريكي , وما هي الـدوافع والـغايات , من تفـجير هذا اللـغم الآن ؟
المحامي محمد محسن
لمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاذا الآن ؟؟
سنحاول الإجابة على هذا السؤال وما يستولد من أسئلة , منطلقين من أن الطريق الوحيد للإجابة , يمر عبر محاولة فهم الظروف الراهنة التي تحيط بأمريكا , وعملائها في المنطقة , بما فيها السعودية , واسرائيل , ولكن وحتى نبني على الشيء مقتضاه , لابد من أن نتبنى معادلة .
[ عمـــــــــيل أمريـــــــكي , ===== عمـــــــيل اسرائــــــيلي ]
فكل عميل يخدم المصالح الأمريكية , فرداً كان , أو دولة , وعلى رأسها السعودية , هو عميل وخادمٌ لإسرائيل , عن علمٍ , أو عن جهالةٍ , لأن المصالح الأمريكية , لا يمكن أن تتعارض مع مصالح اسرائيل , وعندما نتبنى هذه المعادلة يستقيم بنا التحليل , ونقترب من المنطق .
سننطلق أولاً من فرضية أن المحور الأمريكي في انكفاء , وهذا يقر به اصدقاؤه قبل أعدائه , وما سعي السعودية للصلح مع إيران , المتعثر الآن (عدوة اسرائيل , وبالتالي عدوة السعودية , وأمريكا) إلا من خلال هذا القناعة .
وهذا سيترتب عليه انسحاباً أمريكياً من العراق , قبل مطلع العام القادم , كقوة عسكرية فاعلة , (مهما حاولوا تعكيره) , وأن أي انسحاب أمريكي من العراق , لا بد أن يتلوه انسحابات من سورية , ومن بعض القواعد المبثوثة في المنطقة , وهذا سيكون تنفيذاً للسياسة الأمريكية , التي قررت التخفيف من وجودها في المنطقة , وهذا سينعكس سلباً على مدى , الحماية الأمريكية لكل من السعودية , واسرائيل .
وإذا ما أضفنا إلى هذا الاجراء الجوهري , التوقيع الأمريكي على الاتفاقية النووية مع إيران المؤكد , لأنه بات حاجة أمريكية , نكون قد وصَّفْنا واقع المنطقة بإطاره العام .
هذا الواقع المتغير في المنطقة , بعد الحرب العشرية , وما قبلها , سيفرض حتماً , تخفيف حدة العداء بين إيران وبين السعودية , الذي كان سببه انتقال إيران , من المعسكر الغربي في زمن الشاه , إلى تبنى القضية الفلسطينية في زمن الخميني , فباتت إيران العدو الأول لدول الخليج , بدلاً من اسرائيل , وهذا دليل على صحة المعادلة السابقة .
إذن لمــــاذا فجـــــرت السعـــــودية لغـــــمها الآن فـــــي لبـــــنان ؟
غير مُتابع على الأقل , من يعتقد أن تصريحات الوزير جورج قرداحي هي السبب , لا هي الفتيل الذي استخدم لتفجير اللغم , أما الأسباب الحقيقية , بحسب وجهة النظر الأمريكية , هي التي أدت إلى تعثر المفاوضات الجارية بين السعودية , وإيران .
وهنا أخطأت أمريكا في تقديرها للأمور , كما عودتنا دائماً , فأمرت السعودية بحكم التبعية (فالعميل لا رأي له) أن توقفوا عن الحوار مع إيران .
معتبرة أن نتائج الانتخابات المزورة في العراق , قد تشكل نقطة تحول لصالح أمريكا , حتى كادت أن تعتبره فتحاً جديداً لعودة (الأمل) لها ولمحورها .
ولقد عبرت أمريكا عن ذلك من خلال تزويد السعودية بأسلحة جديدة , لمواجهة حربها في اليمن , بعد أن كانت قد أعلنت أنها حرب عبثية .
وبذلك تكون أمريكا من خلال سوء تقديرها للواقع , قد جرَّت معها السعودية من أنفها , فأخطأت بذلك مرتين :
مـــــــــــــــــرة :
عندما اعتقدت أن العراق سيعود إلى حظيرتها ثانية , وهذا حلم (ابليس في الجنة) , لأنها نسيت أن الحشد الشعبي ومعه حركات المقاومة , الذي هزم داعش بعد وصولها إلى أسوار بغداد , هو ذاته الذي هزم أمريكا , وتحت تهديده الفعلي , أجبر أمريكا على الخروج .
وهذه سقطة أمريكية قاتلة .
ومــــــــــرة أخـــــــــرى :
حاولت شد عصب السعودية , من خلال تزويدها بأسلحة ثقيلة على وجه السرعة , للحؤول دون سقوط مأرب اليمنية , لأن سقوطها يعني هزيمة مدوية للسعودية وحلفها .
هذا الأمل الموهوم , هو الذي دفع السعودية , لتفجير الوضع في لبنان , فليس المقصود الوزير جورج قرداحي أبداً , بل حصار حزب الله حليف ثوار اليمن .
الكل ينتظر أصدقاءٌ وأعداءٌ :
مستقــــــــــبل العــــــــــراق .
وسقـــــــــوط مــــــــــــــأرب .
وعليهما سنبنى على الأمر مقتضاه