ولد الكسندر بوشكين بمدينة موسكو في 6 يونيو/حزيران عام 1799. نشأ في أسرة نبلاء، فأمه ناديجدا ، حفيدة إبراهيم هانيبال الجد الأكبر لبوشكين. والذي هو من اصل أثيوبي، تم إهدائه إلى القيصر بطرس الأكبر، وأصبح فيما بعد أحد الضباط المقربين من القيصر. قصة جده هذه أوحت لبوشكين بكتابة رواية اسماها “ربيب بطرس الاكبر” التي تعتبر من روائع الادب الروائي الروسي. درس بوشكين بين الأعوام في مدرسة متخصصة في ضواحي بطرسبورغ.وهي مدرسة أسست لتعليم أولاد النخبة الروسي
أثرت سنوات دراسة بوشكين في تعزيز نزعته الأدبية والسياسية، وكتب العديد من القصائد الشعرية في أثناء دراسته. وبعد تخرجه من المدرسة أُسندت إليه وظيفة في وزارة الخارجية الروسية، وكان في تلك الفترة يرتاد أندية وجمعيات مدينة بطرسبورغ الأدبية والعلمية.
تميّز العهد الذي عاش فيه بوشكين بالاستبداد الاجتماعي، حيث كانت السلطات مركزة بين القيصر والنبلاء، وكانت أفكار بوشكين تعبر عن أراء الشباب النبلاء الذين كانوا ينادون بإحداث تغييرات سياسية في روسيا، كما إن أعماله تعكس مشاعر وأفكار جيله، وبسبب احدى قصائده السياسية تم نفي بوشكين إلى جنوب روسيا. وكانت تلك المرة الاولى التي ينفى فيها بوشكين لكنها لم تكن الاخيرة، فقد تعرض بوشكين الى مضايقات من قبل السلطات القيصرية، ولكن القيصر وبالرغم من خلافاته السياسية مع بوشكين، كان معجبا بابداعه.
سعى القيصر الى تقريب بوشكين بهدف جعله شاعر البلاط،، واستطاع بوشكين انذاك التقرب من القيصر بذكاء وحيلة غير انه استمر بانتقاد القيصر وسياسته، مما دفع القيصر الى توجيه تهمة الخيانة لبوشكين، وترتب على ذلك نفي الاخير الى أماكن عديدة من روسيا.
حرية الفرد ودوره في التاريخ كانتا من المواضيع المفضلة لدى بوشكين. وخلال رحلته الى منفاه تعرف بوشكين على ثقافة وتاريخ القوقاز، وكرس له الكثير من أشعاره مثل قصيدة "الأسير القوقازي"، و"الأخوة الأشرار". وأصبحت روايته الشعرية " يفغيني أونيغين" موسوعة تصف الحياة في عصره.
وعموما يمكننا القول أن كتابات بوشكين تميزت بتنوعها إبتداءا من قصص الأطفال وانتهاءا بالروايات التاريخية. كما وان قلة من الشعراء تمكنوا من مضاهاة بوشكين في صياغة روائعه الفنية، لذلك يعد بوشكين مؤسس اللغة الروسية والأدب الروسي الحديث.
ان دراسة هذا الشاعر تعني دراسة الأدب الروسي عموما، ومعرفة مراحل الفترة القيصرية الروسية منذ بطرس الأكبر وحتى نيقولا الأول، وكذلك معرفة الحوادث التاريخية التي وقعت في النصف الأول من القرن التاسع عشر. كما سميت فترة إنتاجه بالعصر الذهبي للشعر الروسي، وهو عصر التقارب بين الأدب الروسي من جهة والآداب العربية والشرقية من جهة أخرى.
في عام 1831 تزوج بوشكين أجمل فتاة في عصره واسمها نتاليا غونتشاروفا، وأنجب منها 4 أبناء. توفي بوشكين في 10 فبراير عام 1837 إثر إصابته بجرح في مبارزة له مع أحد النبلاء الفرنسيين يدعى دانتس دفاعا عن شرفه.
وبالرغم من أن بوشكين لم يعش كثيراً إلا أنه ترك تراثا أدبيا كبيرا حتى ظن الكثير من قرائه غير المطلعين على سيرة حياته أنه عاش لفترة طويلة. ومازال بوشكين حيا في قصائده الخالدة التي ما زالت وحتى الآن تترجم إلى الكثير من لغات العالم.