كتب المحامي محمد محسن :
المعركة الحسم , بيننا , وبين الحلف الأمريكي ــ الاسرائيلي , في العراق , ولبنان
قرن من الوصاية والسيطرة , ليس من السهل , الإقرار بالهزيمة , والخسران , والفرار
يبدو أن أمريكا لن تخرج من المنطقة , بدون أن تسفك الكثير من دماء عملائها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قرن بل قرون , والمنطقة العربية , لا تملك زمام أمرها , استعمار بريطاني ــ فرنسي ومن ثم إسرائيلي , ثم توج باستعمار وسيطرة أمريكية , وكل محاولة تحررية كانت تجهض , كما حدث أخيراً في حرب عام /1967 / .
ولكن الحروب الأخيرة , حروب (الربيع العربي) , تختلف عن كل الحروب السابقة , لأنها جاءت وأمريكا تتفرد في القطب الواحد , كضبع هائج , لا تريد هذه المرة , اسقاط الأنظمة , وتنصيب عملائها من حزب الاخوان المسلمين فحسب , بل أكثر من هذا بكثير , جاءت لسحق سورية , التي تحاول دائماً التمرد , وتمزيقها الى الأبد , الى نتف على أسس مذهبية , وقومية .
وهذا يفسح في المجال , تمزيق السعودية , ومصر , والجزائر وغيرها , كما مزقت العراق , واطلاق يد إسرائيل في المنطقة , واغلاق البحر الأبيض المتوسط , في وجه روسيا , والصين صاحبة مشروع الحزام والطريق , وأنهاء حلمهما في منافستها على القطبية الواحدة .
[ كل من يعتقد ان كل هذا لم يكن ضمن الاستراتيجية الأمريكية , هو لا يعمل في السياسة ] أو [ يرغب تضليل شعوب المنطقة ] .
فمــــــــا الــــــــذي حــــــــدث ؟ حـــــــدث العـــــــكس تمـــــــاماً
صمــــــــــــــــدت ســـــــــــــــــــــورية
تعـــــــزز دور محـــــــور المقـــــــاومة
تأســــــــــس القطـــــــب المشـــــــــرقي
انه وبكل موضوعية ودقة , انقلاب تاريخي بكل ما في هذه الكلمة من معنى , وسيترتب عليه , انكفاء , وتخلخل , للقطب الأمريكي , وتنامي للقطب المشرقي , وتمدده , وانكفاء للكيان الإسرائيلي .
والأهــــــــــــــم الأهــــــــــــــم
هبوب نسائم الحرية ليس على سورية , والشعوب العربية فحسب , بل على كل شعوب العالم المضطهدة , وهذا لعمري أمر جلل , لم نكن لنحلم به حتى .
لذلك دفعت أمريكا عملاءها بكل طاقتهم , لاغتيال ما انجز , وفتحت لهم خزائن النفط على مصراعيها , حالمة بخلط الأوراق مجدداً , والعودة الى الصفر . وبالأخص في العراق , ولبنان .
ليست أمريكا وحلفها من حرك الشارعين , في العراق , ولبنان , بل توحش عملاء أمريكا في المنطقة كلها , دفاعاً عن دورهم السياسي المهدد , ولأن انتهاء دورهم يؤذن بانتهاء تمويلهم ، وهذا بالتتابع ينهي زعاماتهم .
أعادوا خلط الأوراق في العراق , في الانتخابات الأخيرة التي بُذل فيها مال كثير , كما تم التزوير والتلفيق , وها هو الاشتباك لايزال قائماً في العراق وبكل حدة , والكل يراهن على قواه , نأمل أن يتمكن العراق من الخروج من هذا المأزق الكبير , بدون خسائر في الأرواح , ولكن هل يرعوي العملاء ؟.
ونأمل عدم تناسي الحشد الشعبي القوة الضاربة !!!
……….
أما في لبنان فالمعركة تُوقد نارها , سياساً , واعلامياً , ومذهبياً , وجميع الأسلحة القذرة تخرج للعلن , بقيادة السعودية , والسفارة الامريكية , والمستهجن حد الغرابة , أن جعجع العميل , والقاتل , (أصبح المدافع الأول عن القومية العربية ) , وأصبح حزب الله الذي دفع دماء أولاده , دفاعاً عن حرية لبنان وكرامته , عندما كان جعجع , والجميل , والسنيوره , عملاء إسرائيل على رأس السطح , يحاولون تزوير هويته .
والقضية التي كان حزب الله يتفاداها طوال تاريخه , ألا وهي سفك الدماء في الداخل , ولكن عملاء إسرائيل وعلى رأسهم جعجع , وريفي , يدفعون الأمور دفعاً بهذا الاتجاه , اعتماداً على ظهيرهم الإسرائيلي .!!!
الذي لا يعلمون أنه لا يجرؤ , لذلك (سيكون مصيرهم , مصير سنمار)