نفحات القلم :ربا حسين
أقيم في دار الأسد للثقافة في اللاذقية، حفل توقيع مجموعة قصصية جديدة، للكاتبة “كنينة دياب” بعنوان( إلى مابعد الأبد) يوم السبت 8/1/2022 الساعة الثانية عشر ظهراً، بحضور عدد من الأدباء والمُثقفين والمُهتمين، حيث قدم الحفل الأستاذة “أمل حورية “لتبدأ حديثّها وتفتتّح الحفّل، تصف مثّال المرأة السورية الطموحة، التي لاتعرف معنّى كلمة مستحيّل ولاتضع لحلمها حدودا، قالت: إن السيدات حينما يحلن للتقاعد يجلسن قرب المدفأة، لحياكة الكنزات الصوفية للأحفاد، و”كنينة دياب”ةالسيدة التي تجاوزت السبعين عاما كانت تحيك حروفاً وكتباً للأطفال والكبار ، وهي مثال للمرأة السورية التي لا تقبل أن تقبع في زاوية دون أن تبدع.
“كنينة دياب” سخّرت قلمها وثقافتها للأطفال، وكرّست ذاتها لهم خلال مسيرتّها الأدبية، فكنا نراها تؤلّف تارةً وتترجم تارةً أخرى لهم ، لأنها تعتبر الطفل محور اهتمامها في حياتها و كتاباتها، وتسعى جاهدة لتطوير الذائقة الأدبية لديهم، من خلال أعمالها التي تستهدف عقولهم. واليوم في مجموعتها القصصية الجديدة، توجهت لعالم الكبار، ولكن روح الطفولة لم تُغادر قلمهَا الذي كان يُترجم على الورق مافي داخلها، من أحاسيس ومشاعر ، وفي مجموعتها القصصية الجديدة، توّجهت الكاتبة للأنثى الأم، والابنة ، والطفلة ، وتكلّمت عن ألامها وأحلامها، بقصص مأخوذة من الواقع مطروحة بأسلوب سردي مشّوق للقارئ ، ضمن خيال وإيحاء إيجابي ، لتسليّط الضوء على خفايا الشخصيات، والقصص الاجتماعية والحياة اليومّية، وعرضها بطريقة فنيّة، لتُضاف لسلسلة أعمالها وإنتاجاتها الأدبية، قدمت من خلالها سبعة عشر قصة قصيرة .
“كنينة دياب” مثال للمرأة السورية المُبدعة، صاحبة حضور جميل ، وتواجد راقي ومتعاون ، متميزة في الإبداع ، (تألقتي بسحرك وعذوبتك، وحسن أخلاقك فملكتي الجميع، بقلبك الطيب).
عن مجموعتّها القصصية، حدثتنا الكاتبة إنها تتوجه بشكل أساسي للكبار، لكنها تحمل دعوة للأهل للأهتمام بأطفالهم من خلال موضوعات تتناول قضايا مجتمعية بشكل عام ، وتلامس المرأة بشّكل خاص.
ونوهّت أنه بالرغم من أن معظم كتاباتهّا لعالم الطفلولة ، إلّا أنها تحرص على عدم التواجد في نمط أدبي واحد ، ليكون لديها إنتاج متنوع بين أدب الطفل والمترجم ، والقصة القصيرة، بالإضافة لديوان شعري جديد، يتم التحضير له وسوف يخرج للنور قريباً.
ولقد كان في توقيع المجموعة القصصيّة عدد من القراءات النقديّة
حيث وجدت القاصة والروائية “هدى وسوف ” أن الكاتبة تؤكد على قدرتها على عطائها واستمرارها وازدهارهَا دائماً، ومجموعتّها تُحوي قصصا على مُستوى من الجمال وسمو بالأفكار ورفعتها، تناولت مواضيع غاية في الأهمية، كهموم الإنسان بشكل عام، والمرأة بشكل خاص، والمرآة المثقفة ، القوية، المُفعمة بالكبرياء ، وصاحبة الإرداة ، القادرة على إتخاذ قراراتها في أصعب لحظات حياتها، كما وتناولت الكاتبة مواضيع فيها جرأة ، كتعامل الأهل مع الأبناء، وأسلوب تربيتهم لهم، وأضافت أنها دخلت إلى أعماق الشخصيات ، وغاصت في الذات الطفولية لديهم ، لإخراج كل مالديهم من نقاط سلبية وتسليّط الضوء عليها ، من أجل طرحها ومحاولة علاجها.
من جهته الدكتور “عدنان بيلونة” أشار إلى أن المجموعة ، تتكلم عن واقع ضمن حاضنة إجتماعية موجودة ، تعايشت معها الكاتبة في مراحل حياتها، وحاولت نقل هموم ومشاكل هذه الحاضنة، على شكل قصص بإسلوب سردي ممتع ، مؤكداً أن الكاتبة في مجموعتّها القصصية،تلامس آلامنا وآمالنا وهمومنا ،بكل مايمكن أن يتعلق بطبيعتنا، كأبناء هذا المجتمع.
كما ونوّه أن الكاتبة متأثرة ، بأسلوب كتابتها للأطفال، فرأينا البراءة والرومانسية في معظم نصّوصها.
الأستاذة “سلوى ابراهيم ” قالت إن المجموعة القصصية متنوعة الأفكار والصور ، مُحورها المرأة، و وجع المرأة ونوّهت أنه لايفهم المرأة سوى المرأة، حيثُ أن وجع الكاتبة على النساء الّلواتي وقع عليهن الظّلم ،من الأهل والمجتمع، وحتى من بعضهن البعض، فهذا غيض من فيض، وكان لكل إمرأة منهن مذاق مُختلف للمرارة. هذا ما أشارت إليه أيقونة التعليم، بحسها المُتعاطف مع المرأة، وأرادت أن تقوله بطريقة غير مباشرة.
الكاتب والناقد “عاطف صقر” رأى أن الكاتبة رمزت بالعنوان إلى تخليد للأعمال والنصوص الأدبية إلى مابعد الأبد، وخلود الروح المُبدعة وبقاء أثرها، وأنها تهتم بقضايا المرأةبشكل أساسي، والقضايا الاجتماعية والتربوية، بسبب تأثرها بسياق تجربتها القصصية المُوجهة للأطفال ، وأن الأديبة أكدت على خوض التحديات وتجارب الحياة، حيث أن روح المواجهة كانت دائمة موجودة بقصصها، والدعوة للكفاح في الحياة بغض النظر عن العمر ، فتحقيق الهدف وإثبات الذات ، لايوجد عمر أو زمان يُوقفه.
“كنينة دياب” مبدعة فأنت مثل كل حرف جميل، في مجموعتك القصصية ، استطتعتِ وضع بصمتكِ في كلامكِ وقلمكِ، واكتسبتِ إحتراماً وتقديراً من الجميع .
ويُشار أن “كُنينة دياب” مواليد (1948) هي كاتبة سورية، ولدت في جبلة – اللاذقية، وعضو في إتحاد الكتاب العرب ، حصلت على إجازة في الآداب قسم اللغة الإنكليزية، 1972م وحصلت على إجازة من قسم الإعلام- التعليم المفتوح- جامعة دمشق 2018،
ومنحت لقب أيقونة التعليم المفتوح كأكبر خريجة في جامعات القطر حتى عام 2020 ، لها عدد من الأعمال القصصية للأطفال إضافة إلى عدد من الترجمات في رصيدها ثلاث روايات ، وثلاث مجموعات قصصية مترجمة عن اللغة الإنكليزية ، وأكثر من عشرين مجموعة قصصية للأطفال، والعديد من القصص للكبار والقصائد الوجدانية.