بقلم د . مهندس عبد الله أحمد
أسئلة كثيرة تجتاح كياني مع أول خطوة في رحلة الحياة هذة، هذة الحياة التي تبدو تارة الحقيقة الوحيدة وتارة أخرى مجرد وهم فرضته الحواس. وفي الواقع هي مجرد تجربة قصيرة ظاهرها لعب وباطنها تعلم ومعرفة للوصول أو الارتقاء إلى الحقيقة المَحْجوبة خلف ستار خداع الحواس والجهل بقدراتنا على السفر بعيداً في هذا الكون العظيم . وتمر الأيام ومراحل العمر وكأنها لم تكن إلا كظلال لحلم قصير ولا يبقى سوى الكلمة، وما تخطّه أرواحنا المتعبة في طريق التعلم الوعر .
ولكن الصراع حقيقاً، وما يحدث في العالم اليوم، وفي كل المراحل والأزمنة الغابرة يدل على ذلك. الصراع بين الأنا العابرة ولكن المتضخمة بالجشع وحب السيطرة وبين الأنا التي تتلاشي بمحبة مع الكل. لتنطق وننطق معا ترانيم المحبة . وهذا هو جوهر الحياة. هل نحن كائنات واعية عاقلة قادرة على الارتقاء والبناء لأجل الكل في تناغم مع الكون أما نحن مجرد كائنات تقودها الغرائز ويتحكم به ذكاء يسمى اصطناعي؟
ولكن لماذا تكتب؟ عندما أتصفح ما يكتب على المواقع الأفتراضية ينتابني شعور بأننا في عصر التفاهة، وبأن السطحية تجتاح المجتمعات وأننا على أعتاب تحول خطير سيؤدي إذا استمر الى تدمير المجتمعات والشعوب . وكل ذلك مبرمج يقوده من في الظل الذين يتحكمون بالعالم . إنهم يتكلمون عن ذلك علناً، ولكن الأكثيرية تحت التنويم الرقمي العقلي الممنهج . وليس في ذلك أي شك .
الحياة ليست تكاثر وغذاء ولعب. الحياة رسالة، وموقف وخيار لنعرف من نحن؟ ولا يمكن الوصول إلا بعقل مجتهد وقلب مفعم بالمحبة. والكتابة هي الشيفرة السرية التي توصلنا إلى البوابة العظمي بعيداً عن أي ستار .
نكتب لأننا في عصر يسوده الجهل، والتعمية بعكس ما يُصوّر لنا من خلال الأعلام. ولأن العاطفية الساذجة التي تنتشي لأخبار تقدم تقني هنا وهناك دون تفحص وبط وفهم لما يجرى تقتل فينا أي قدرة على التفكير لنصبح داخل سجن رقمي كبير. نكتب كي نعرف أن ما حدث من اضطرابات وحروب وقتل وتشريد وافقار وغسل أدمغة ليس نتاج الأنا التي تتلاشي بمحبة مع الكل، مع ترانيم الكون المقدسة . وإنما نتاج الأنا المتضخمة بالجشع والتي يحركها المال وهوس السيطرة على العالم …وهؤلاء يعبرون عن أنفسهم بشكل واضح وعلني اليوم .إنها العشائر الاوليغارشية العالمية المسيطرة على العالم الأن . وهي التي سببت كل هذا الدمار على مر العصور .
نكتب لأننا في مرحلة مفصلية وجودية، ولا خيار أمالنا الا الكلمة، الوعي، المحبة، والعمل من أجل الجميع .الكل لأجل الكل . نكتب لكي ينتهي عصر التفاهة. فهل هذا يعطينا مبررأ للكتابة؟