خلافاً لما تبجح به علماء ودعاة السلطان في مملكة آل سعود أن ظهور "قرن الشيطان" سيكون في العراق، ثمة أمور أثبتت أن نجد التي جاءت في الروايات الدينية هي نفسها نجد الحجاز (السعودية حالياً)، ولعل أهمها أن العراق لم تكن في يد المسلمين حين ظهور هذه الرواية، كما أن أول الفتن بين المسلمين حدثت في نجد، إليها انتمى إبليس الذي تنكر باسم "شيخ نجدي" وقدم خطته الماكرة لسادة قريش من المشركين الذين اجتمعوا للتخلص من النبي محمد، وفيها ظهر "مسليمة الكذاب" مدعي النبوة، وفيها ظهرت أول امرأة ادعت النبوة "سجاح بنت الحارث"، كما أن أول معركة قتل فيها الكثير من الصحَّابة و قراء القرآن كانت في نجد (حروب الردة)، والأهم من هذا كله أن الاسلام سمى ميقات أهل نجد أيام الحج "قرن".
في الوقت الذي انهمك النجديون من أتباع الوهابية وحلفاء ابن سعود في تزييف الحقيقة ولإبعاد نجد التي ظهر فيها آل سعود 1902 عن هذه الحكايات، تعاظم الجدل حول "قرن الشيطان" الذي يخرج في آخر الزمان من أرض نجد.
ويرمز"قرن الشيطان" هذا الى منبع الفتن والحروب كما أن له حزباً وأعواناً ينشرهم في كافة أرجاء الأرض لنشر دعوته الفاسدة .
بالنظرالى ما يجري من أحداث وأزمات في العالم.. وبتأمل بسيط يستنبط العاقل أن قرن الشيطان أضحى حاكماً في نجد ..فمنها خرجت الفتن وانتشر إرهاب ما عرفت البشرية له مثيل من قبل.
حكام نجد من أولاد عبد العزيز آل سعود نشروا أعوانهم في كافة أصقاع الأرض فأفسدوا الحياة في كل نقطة وصلت دعوتهم الوهابية التكفيرية إليها، محتجين أن تلك العقيدة مستمدة من الشرع الاسلامي بل اعتبروها أصل الدين وما سواها كفر يستوجب القتل.
في وقت سابق من العام الماضي ادعى آل سعود أنهم (خزانة الاسلام) متجاهلين نسبهم الذي كما أوردته دراسات وتقارير حديثة لمراكز أبحاث عالمية، أنه ينتهي الى يهود بني النضير وقينقاع وقريظة (قبائل يهودية سكنت "يثرب" المدينة المنورة قبل الاسلام وفي صدره وغدرت بالعهود والمواثيق التي أبرمتها مع المسلمين الأوائل فأخرجوها من الاراضي المقدسة الى غير رجعة).
ووفقاً للروايات التاريخية الموثقة ثمة ارتباط بين بني سعود الذين ادعوا أنهم خزانة الاسلام وسواهم كافر وجب الخلاص منه وبين اليهود الصهاينة وقد ادعوا أنهم الجنس البشري الوحيد المستحق ملكية العالم، بريطانيا في القرن الماضي إبان عظمتها كمستعمرمتحكم بالعالم التقطت هذا التقاطع، ووظفته لمصالحها، فمكنت لبني صهيون من احتلال الأماكن المقدسة في فلسطين عام 1948 ، كمامكنت لحلفائها آل سعود في الاماكن المقدسة في الحجاز1932.
ومثلما فعل الصهاينة في المقدسات الاسلامية من تخريب ودمار حيث بدأوا بالمسجد الاقصى (أول القبلتين في الاسلام)، اقتحامات شبه يومية يفسدون على طلابه وحلقات العلم بمساعدة شرطة الاحتلال، حفريات طالت جميع أساساته أدت الى تصدع جدرانه وانهيارات في أغلب باحاته و غرفه..كذلك فعل آل سعود فعاثوا فساداً في الأماكن المقدسة في أرض الحجاز، وبدأ مطاوعتهم من منتسبي هيئة ما يسمى ( الامر بالمعروف والنهي عن المنكر) يفسدون على كل زائر أو حاج نشوته في حضرة الحرم القدسي في مكة والمدينة.
في القدس سعى الصهاينة لتدمير الآثار الاسلامية وطمس هويتها التاريخية وتزويرها لتكون إرثاً لهم كما طردوا السكان الاصليين وشردوهم ومارسوا عدوانهم على الحجر والبشر..وفي مكة والمدينة لم يختلف الحال كثيرا ، بحجة توسعة الحرمين، دمروا أثاراً هي الأهم للأمة الاسلامية، وشردوا سكان المدينتين (حملة تويتر أطلقها سكان المدينتين لمقاضاة أمراء آل سعود الذين امتلكوا تلك العقارات بعد طرد سكانها).
وبحسب ما نقلت وسائل الإعلام في العام الماضي ووفق تقارير مصورة كان آخر ما دمره آل سعود العمود الاثري الذي نقشت عليه حادثة الاسراء والمعراج .. كما هدموا بيوت الصحابة وحولوا بعضها الى دورات مياه .
الغريب في الامرأن بني سعود في حين دمروا آثارالنبي والصحابة تحت شعار تحطيم الأصنام ومنع الناس عن التواسط في عبادة الله ، نراهم يحرصون كل الحرص على آثاريهود خيبر، فسويت الاماكن المحيطة بهاعلى مسافة بعيدة ليتسنى لحاميات جندهم الساهرة على تأمين وحماية تلك الاثار، ومراقبة المكان ، وضمان سلامته ، كما جهدت العائلة الحاكمة في الحجاز على تأمين رحلات لليهود من كل أصقاع الارض الى بساتين المدينة المنورة التي كانت ملكيتها لاسلافهم من يهود المدينة ومنها الى خيبر حيث الاثار التي لم يتجرأ وهابيو آل سعود على المساس بها.
كذلك حرص الوهابيون على إرث ملكهم وتمجيده ، حيث عمدوا لاقامة مهرجانا ربيعيا سنويا سموه الجنادرية يستعرضون فيه حضارتهم العريقة كالرقص بالسيف و"شرب بول الابل" التي رجح الاطباء الاخصائيون في العالم بأبحاثهم أنها السبب في فيروس "كورونا" المكتشف في السعودية في العام الماضي ، التي كان لها النصيب الاكبر في عدد المصابين بالفيروس والوفيات نحو 100 شخصا منذ اكتشافه في دول الخليج والعالم ، الامر الذي رفضه دعاة الوهابية وكفّروا من أخذ به.
بالرجوع الى الجنادرية يجبر آل سعود إدارات المدارس في المملكة على القيام برحلات لتعريف أطفالهم وطلاب العلم في مملكتهم على الآثار الخالدة لمؤسس مملكتهم إلا وهي (شحاط أبو إصبع ) من زار أرض الحجاز وأقام فيها لابد أنه يدرك مايعينه الجنادرية بالنسبة لآل سعود.
الصهاينة المالكين لوسائل الاعلام المؤثرة في الرأي العام العالمي، سعوا من جانبهم الى تشويه صورة الاسلام من خلال حملات إعلامية شنت على رموز المسلمين بدءاً بالنبي محمد حيث الرسوم الكاريكاتورية والفيلم المسيء للاسلام انتهاءاً بتدنيس القرآن وإحراقه، ذلك كله ومن ادعوا أنهم خزانة الاسلام في الحجاز لم يحركوا ساكناً ولم يدحضوا بطلان ما افتراه الإعلام الغربي، في حين ثارت ثائرة ملوكهم وأمرائهم عندما أظهر فيلم (ملك الرمال للمخرج نجدت أنزور) حقيقة نشأتهم المتسمة بالغدر والخيانة.
ولم تختلف دعوتهم الوهابية عن الدعوات الصهونية لتشويه الاسلام، فهم أهانوا القرآن إهانة لم يعرف التاريخ مثيلها "مرة يمزق ويرمى على الارض في سجن حائل وأخرى يتم إخراجه من الصرف الصحي في أحد شوراع الطائف"، ودعت الى قتل الآخر(من لم يتبع وهابيتها) ونبش القبور ونشر الفتنة بين أبناء الوطن الواحد .
إذا كان الاسلام قد كشف حقيقة هذه العائلة قبل 1400 سنة تقريباً، فهل بقي مجالاً للشك بأن آل سعود ومن تبعهم، هم "قرن الشيطان" بعينه .