ببطء اكملتُ سيري على الطريق الذي يقود الى شجرة الجوز الكبيرة ؛كان الشك يتهمني بالجهل والانقياد للخرافة .احاوره فاغلبه..فاتقدم..ويغلبني فاتراجع اريد العودة
ولكن حدسي كان ملحاحا وشديد الضياء…ان قم واذهب الى شجرة الجوز الكبيرة –لايوجد غيرها في قرية الملول–هناك على بعد خمس خطوات ،ناحية الشرق،احفر بيديك ستجد شيئا يخصك !!
خطوت خمس خطوات ….حفرت …انها صرّة سوداء؛
فلشتها
نعم ،هي أغراض تخصني كنت قد أهديتها لها ؛حملتها بيدي وعدت ادراجي تلفني الحيرة ويضيؤني اليقين ..وتتدفق عليّ الاسئلة دون ان تجد لها جوابا سوى خفقان القلب بحب مفيم.. كان قد غادرالدنيا منذ سنة ,.لم اشعر برغبة في القعود تحت الشجرةكما كنا نفعل
ادركت وانا امسح عن خدي بعض الدمع ، وعلى مرأى من الشمس، انها تريد ان تقول لي وهي في عالمها السماوي :انني معك !
وهذا جوابي على كلماتك في ذكرى رحيلي الاولى !
والا ما الحدس يزورني ..ويصدق.
هي لا تريد لأشيائي ان يعثر عليها النسيان او الفناء .
مضى وقت وانا انظر في اغراضي وهي تقرأ عليَ ذكرياتنا …وانا اردد معي ما اجمل ان يكون لك قلب في السماء يحدس لك من نعيم ..وما اصعب ان يكون لك قلب يرميك في الكوابيس كأنه يحدس لك من جحيم!!
وعلى غفلة من حزني الهادئ وضعتها في صرة جديدة ،ثم احرقتها وذروتُ رمادها في كل الحديقة حيث كنا نجلس دائما
وهكذا،كل صباح،صرت اسمع تراتيل قدومها تملأ المكان تحدس لي بحكاية من حكايانا تتفيأ الاشجار معي وتهمس بعطرها لاطياف وحدتي طالما ان همسها لم ينه زيارته .