العراق -د.نعمه العبادي
– كنت قد قلت في اول ايام الارهاب ان هناك حلفا بين (البندقية والمسجد والسياسي)، فالبندقية تضغط، والمسجد يشجع ويشرعن ويحشد، والسياسي يستثمر، ثم يعيد دورة الاستثمار لدعم الضاغط البندقية والمحشد، وهذه الدورة الثلاثية يحركها بشكل (توظيفي) لاعب خارجي اكبر، يستثمر في كل هذا الحراك، وهذه المعادلة وان تقلصت بعض صورها، لكنها موجودة، وكل النشاط الارهابي يتحرك من خلالها، كما، ان هناك الكثير من النشاطات السياسية والدينية الحالية، هنا وهناك، مرتبطة بها.
– ان اول بشائر النهاية الحقيقية للارهاب تتمثل بجفاف حاضنته بأشكالها المختلفة (المادية والمعنوية)، وما زالت نشاطاته قائمة بين الحين والآخر، فهذا يعني ببرهان الانتقال من المعلول الى العلة (اللمي)، ان حاضنته لا تزال موجودة بقدر اثره ونشاطه على الارض.
– الارادة الدولية قرارها واضح في ترويض وتوظيف الارهاب، وليس القضاء التام عليه، وهي تقوم بمناقلته عبر ادارة امنية عالية المستوى، لتوظيفه في هذا الملف او ذاك، ولا يزال الارهاب مادة توظيف مطلوبة ومرغوبة لهذه الارادة في الملفين العراقي والسوري.
– اية مقاربات ( استخبارية او عسكرية او ثقافية او سياسية) لمكافحة الارهاب في العراق وسوريا على اقل التقدير، لا تأخذ هذه الحقائق بنظر الاعتبار لن تكون ناجعة، ولا تحقق تجفيفا كاملا للارهاب واذنابه.
– في منشور سابق اشرنا إلى ان السياسة كأداة لحل المشكلات السياسية في العراق، والتي تم استخدامها خلال ال (١٨) سنة الماضية بغض النظر عن المنظور القيمي لها، في اضمحلال وتراجع كبير، والقاعدة التي لا خلاف عليها، حيثما تختفي السياسة فبديلها الحصري هو السلاح، وهذا السلاح يتلون بحسب هوية الطرف السياسي الذي ينتفع منه، وسلاح الارهاب طرف في هذه المعادلة.