مسـاء الـخـيـر
أنـتَ بـخـيـرٍ ولا شـيء آخـر…
ومـهـمـا مـرّت بـكَ الـسـنـون فـهـي لـم تـزدكَ إلاَّ ألـقـاً،
و روحـي فـيـكَ تـعـلـقـاً،
والـعـربـة الـعـشـريـن أو الـسـتـيـن فـي قـطـار الـعـمـر تـزهـو بـكَ،
سـيـبـقى قـلـبـكَ كـعـصـفـور الـدُّوري يـطـيـرُ ويـعـود لـعـشِّـه فـي جـدار الـبـيـت الـعـتـيـق،
وسـأبـقـى حـارسـة لـهـفـتـي
أتـنـسَّـمُـكَ بـعـطـش الـسـواقـي والـدّروب لـمـطـر تـشـريـن حـيـن يـأتـيـها فـرحـاً وفـرجـاً…
ولا شـيء آخـر،
إلاً يـقـيـنـي بـأنـي كـُلّ بـلادكَ الـتـي عـشـت نـازحـاً عـنـهـا لا خـيـمـة لـكَ فـيـهـا،
ولا وتـد…
لـيـس سـراً أنـي أحـبـكَ إلـى الآن،
بـكُـلـيّ، بـبـعـضـي
بـحـزنـي، بـمـا تـيـسـرَ لـي مـن صـمـتٍ، ووجـعٍ، وكلام..
أحـبـكَ إلـى الآن،
وأنـكَ تـحـمـلُـنـي إلـى بـيـادرَ مـن عـطـرٍ، وشـبـابـيـكََ حُـبـلـى، وعـتـبـاتٍ لا تـنـام،
وخِـصـبٍ، وقـحـطٍ، وسـحـابٍ، ومـطـرٍ ، وغـمـام
وأنـي حـربـكَ،
وأنـي، وأنـي الـسـلام.
وأعـلـمُ أن بـوحـي يـتـيـمٌ، وأن الـريـح خـذلـتـنـي في حـمـلـه إلـيـكَ، وأنكَ حـبـيـبـي الـذي تـمـنـيـتُ وتـمـنـيـت..
رغـم مـالـم نـشَأ،
ومـا كـان…
ولا شـيء آخـر،
إلا أن حـصـادي فـيـكَ وفـيـرٌ،
وأنـتَ تُـمـســـكُ جـمـرَ الـوقـت،
تُـرتـبُ الـعـمـر،
وتـحـتـفـي بـالـفـصـول،
وتُـبـعـدُ ســنـابـلـي عـن مـنـاجـل النســـيـان,
ولا شـيء آخـر يـا طـفـلـي الـطـيـب.. الـجـمـيـل. إلا أنـكَ سـتـكـون بـخـيـر دومـاً،
و سـتـكـسـبُ مـعـركـتَـكَ الأخـيـرة مـن جـديـد ،
ولـن يـخـذلـك ذاك الـجـسـد كـمـا لـم يـفـعـل مـن قـبـل..
لا تـتـوقّـف عـن الـكـتـابـة إلـي ، فـقـد بـاتـت حـروفُـك تـمـلأُ روحـي صـخـبـاً و عـطـراً ..
ولا أريـدُ لـهـذا الـدفـق الـعـذب فـي شـرايـيـنـي أن يـتـوقّـفَ مـا دام بـي نـبـض حـيـاة،
_ من حيث أنا
في 9 آب 2030_
أيـمـن ســلـيـمـان ــــــ