غيّب الموت، المربيّ والشاعر الأديب المناض ل حنّا أبو حنّا، مساء أمس الأربعاء 2 فبراير 2022 ، عن عمر 94 عاما، بعد سنوات طويلة أسهم فيها بتشكيل المشهد الثقافي بأبعاده المختلفة في فلسطين، وبصَوْن الهوية الوطنية.
وقد نعت وزارة الثقافة الفلسطينية، الشاعر والكاتب الفلسطيني المناض ل، وقال الوزير، عاطف أبو سيف، إن “الثقافة الفلسطينية تخسر رمزا من رموزها التاريخية وعلما من أعلام نهضتها، الذين ساهموا في صون الهوية الوطنية الفلسطينية، وعززوا من مكانتها العالية، ورسخوا في وعي الجيل ثقافة وطنية مبدعة من خلال مساهمته الكثيرة والواعية والغنية في المعرفة والأدب والتعليم والصحافة والموسيقى والفن المسرحي”.
وأضاف أبو سيف أن أبو حنا “كان ملهما ومعلما للأجيال من خلال دوره في الحياة الاجتماعية والثقافية والتربوية، وعزاءنا برحيل أبو حنا هو بإرثه الكثير والغني الذي يعتبر منارة ملهمة للأجيال”.
ونعت أيضًا جمعية الثقافة العربية، الشاعر الراحل، حيث كان عضو الهيئة العامة لها، وأكدت مكانته الثقافية والوطنية، في خدمة القضية الفلسطينية.
ولد أبو حنا في الرينة عام 1928، وهو ينتمي إلى الجيل الأول من شعراء المق اومة العرب في إسرائيل.
وعمل حنا مديرًا للكلية الأرثوذكسية العربية في حيفا حتى عام 1987، ومُحاضرًا في جامعة حيفا وكلية إعداد المعلمين عام 1973.
وشارك الراحل أبو حنا في إصدار مجلة “الجديد” عام 1951، و”الغد” عام 1953، و”المواكب” عام 1984 و”المواقف” عام 1993. كما ساهم بتأسيس جوقة الطليعة، وكان عضوا في الهيئة الإدارية لـ”المسرح الناهض”، و”مسرح الميدان” في حيفا.
كما شارك في تحرير وإعداد برامج الطلبة في إذاعتَي القدس والشرق الأدنى.
وتنقَّل أبو حنا بين القدس، ورام الله، وجفنا، وأسدود، وقرية نجد، وحيفا، والناصرة، والرينة، وكانت السلطات الإسرائيلية قد اعتقلته في سج ن الرملة عام 1958.
وفي الصِّغَر، تعلّم أبو حنا في الكُتاب في قرية أسدود التي دُمرت بالنكبة، ليلتحق بعد ذلك بالمدرسة الابتدائية “المدرسة الأميرية- مدرسة المعارف للبنين” في حيفا.
بعد ذلك، وبعد إقامة لم تطل كثيرا في حيفا، انتقل الراحل إلى الناصرة
ثم التحق بمدرسة اللاتين في الرينة مدة من الزمن، انتقل بعدها لينهي دراسته الثانوية في مدرسة المعارف في الناصرة.
وأبو حنّا حاصل على الماجستير في الأدب، التي نالها بعد نيْل درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة حيفا.
وظلّ أبو حنا بعد احتلال الناصرة يعلّم في مدرستها إلى أن فصله الحكم العسكريّ لنشاطه السياسيّ.
ومن أعمال الراحل الشعرية:
– نداء الجراح (مكتبة عمان، 1969).
– قصائد من حديقة الصبر (عكا، 1988).
– تجرَّعت سمَّك حتى المناعة (حيفا، 1990)
ومن دراساته:
– عالم القصة القصيرة (مطبعة الكرمل، حيفا، 1979).
– روحي على راحتي: ديوان عبد الرحيم محمود . تحقيق وتقديم (مركز إحياء التراث العربي، الطيبة، 1985).
– دار المعلمين الروسية (في الناصرة 1994).
– رحلة البحث عن التراث (حيفا، 1994).
– الأدب الملحمي.
– ديوان الشعر الفلسطيني.
ومن إصداراته كذلك: مهر البومة، وفستق أدبي، وعراف الكرمل، وظل الغيمة، ورحلة البحث عن التراث، وخميرة الرماد، وأوراق خضراء، وغيرها.
نال حنا أبو حنا العديد من الأوسمة، “وسام القدس للإبداع الشعري” (1991)، و”جائزة فلسطين للسيرة الذاتية” عن سيرته “ظل الغيمة” (1999)، و”جائزة محمود درويش للحرية والإبداع” (2013)، و”جائزة القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية” (2015). وأصدر بطرس أبو منّة وجوني منصور عام 2005 كتاب “زيتونة الجليل” تكريمًا له.
ومما قاله الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش فيه : ’حنّا أبو حنّا علّمنا ترابية القصيدة’”.
إعداد : محمد عزوز
عن ( صحف ومواقع )