بعد 17عاما” على أستشهاد الرئيس رفيق الحريري نشعر كم نحن بحاجة إليه وكم كان غيابه قاسما” وفراغا” كبير داخليا” ودوليا” واقليميا” ولن يستطيع أحد مِلء هذا الفراغ.
عراب أتفاق الطائف ومهندس اعمار بيروت وصاحب مروحة العلاقات الدولية التي كان يجيرها لصالح لبنان والمدافع في المحافل الدولية عن حق لبنان في مقاومته
هذه الشخصية نفتقدها اليوم بغيابك بعد كل هذه السنوات وأصبحت البلاد في مأزق لا يستطيع أحد ان يكون رفيق الحريري او حتى جزء من مكانتك وخبرتك وعملك
وما حصل مع الرئيس سعد الحريري من قرار بعدم خوض الإنتخابات النيابية واعتبرها خطوة إلى الوراء ليبني عليها خطواته المستقبلية كانت خاطئة وسوف يشعر بخطورتها بعد وقت ليس بقصير على ما فسر ذلك هو نفسه حتى لو كان ذلك بطريقة غير مباشرة. فهو لم يحمل المسؤولية للثنائي الشيعي لأكثر من سبب وأهمه أنه يعلم كم كانوا يؤيدوا بقائه في رئاسة مجلس الوزراء.
ولكن كان يجب على الرئيس الحريري التنبه من بعض حلفاءه الذين قالوا بشكل مباشر قبل تشكيل حكومته ما قبل الأخيرة سوف نصوت ضد وصوله لرئاسة الحكومة وهنا اقصد القوات اللبنانية ولم يأخذ هذا الموقف على محمل الجد، ففي السياسة لا يوجد عدو دائم ولكن الحريري الأبن لم يعلم أن جعجع لن يكون يوما” يريد الخير لأحد.
جردة الحساب هذه أتت متأخرة وليست من مصلحة الرئيس سعد الحريري في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة وأنقسام البلاد بين موالي ومعارض كان الأجدى على الشيخ سعد إعادة القراءة قبل الاستحقاق الانتخابي واقصاء بعض الحلفاء (بنظره؟) عنه ولكنهم كانوا يطعنوا به دائما”ولملمة صفوفه الداخلية وإعادة هيكلة التراتبية لديه والأنطلاق الجدي لأقصاء من كان مقصرا” على الأرض وبناء هيكلية جديدة عارفة جدا” بخفايا السياسة والمباشرة للعمل على الأرض بالتوازي مع نسج العلاقات السياسية.
عندها يجري جردة حساب لينطلق منها نحو إكمال مسيرة الشهيد الرئيس رفيق الحريري.
لا ننكر أبدا” رغم خلافاتنا مع الرئيس سعد الحريري على امرين أولا” انه يستطيع العمل بشكل أفضل لأنه يحمل إرث رفيق الحريري وثانيا” انه شخصيا” نظيف الكف ينقصه فقط دراسة متأنية في العلاقات الداخلية، وترميم العلاقة مع سورية ومحاسبة مَن ادخله في المواجهة معها وكان يجب عليه أن لا يدخل بهذه اللعبة معها وهو يعلم أن العديد من الدول حتى التي هي حليفة لسعد الحريري تعمل على إصلاح هذه العلاقة، فلماذا لا تكون المبادر والكل يعلم أن سورية هي بوابة الحل؟
الخطوة إلى الوراء التي تريد أن تقوم بها كان يجب أن تفعلها منذ سنوات يا شيخ سعد لأجل العمل الجدي وكشف اللعبة السياسية بشكل أفضل والتمييز بين مَن يعمل معك ومَن يعمل ضدك لأن ذلك ينعكس سلبا” على التيار الأزرق وأرث الرفيق الشهيد الذي لو كان على قيد الحياة لما وصلت به الأمور لعدم خوضه المعترك السياسي ،فهو كان يعلم كيف يواجه العاصفة
رحم الله الرئيس الشهيد فغيابه لن يعوضه أحد
نضال عيسى