ما هو مبرر هرولة ممالك الخليج (للتـــــــحالف) مع العدو ، وما هي المكاسب المبتغاة ؟
لماذا تنكروا لتاريخهم ، ولمظلومية الشعب الفلسطيني (الشقيق) ، وتعاونوا مع العدو الإسرائيلي ؟
لماذا لم يقــــــدموا علـــى هــذا الفـــــــعل المدان ، في زمن السيطرة الأمريكية المطلقة على المنطقة ؟
المحامي محمد محسن
تساؤلات تحمل كل المشروعية .
اذاً ما هي دلالات ، (اشهار التحالف) المتسارع مع الكيان الإسرائيلي ، من قبل ممالك الخليج ، واستسهال ذلك ، بكل صفاقة ، ووقاحة ، مع تحدٍ للتاريخ ، للجغرافيا ، لمشاعر شعوب المنطقة العربية ، أسئلة ليس من السهل الجواب عليها ، وإيجاد المبررات المقنعة ، والكافية .
البعض يعزيه ، إلى أن إسرائيل تعهدت القيام بدور الحماية لهذه الممالك ، بدلاً عن الدور الذي كانت تنهض به أمريكا ، والذي تتخلى عنه تدريجياً ، وحتى هذا الجواب ليس كافٍ ، لأن إسرائيل ، وبعد انتهاء الهيمنة الأمريكية على المنطقة ، ستكون هي ذاتها بحاجة الى من يحميها .
أم هل عداء ايران لأمريكا ، الحامية لهذه الممالك ولإسرائيل في آن ، هو الذي استدعى رص الصفوف بين هذه الممالك وإسرائيل ، وبخاصة بعد ظهور بوادر حقيقية ، على تراخي أمريكا في حماية الطرفين ؟؟
لنفترض جدلاً أن عداءهم المشترك لإيران ، هو الذي دفعهم ، لعقد اتفاقات أمنية ، وعسكرية ، وفتح موانئهم أمام الضباط الاسرائيليين ، لمواجهتها معاً .
ألا يستدعي هذا الافتراض سؤالاً اضافياً ، هل لمصلحة ممالك الخليج ، وعلى رأسها الامارات ، التي تنتهج سياسة الانفتاح الاقتصادي على كل العالم ، ؟ والتي يقيم فيها أكثرية سكانية من مختلف الجنسيات العالمية ، وتقيم علاقات تجارية هامة مع ايران ، هل من مصلحة هذه الممالك ، فتح عداوة مع جارتهم الكبيرة ، والأقرب إيران ؟ .
كل ما سبق يمكن أن نجد له بعض التعليل ، لكن أن تتجاوز الامارات كل المعايير والمحظورات ، الدينية ، والقيمية ، فتقرر توحيد الأديان السماوية الثلاثة في دين واحد ، تحت اسم (الابراهيمية ) ، وتقيم ( جدار مبكى) في دبي ، استجابة لدعوة أمريكية ـــ صهيونية ؟ ليس مستهجناً ، وغريباً فحسب ، بل يتعارض مع مفاهيم الأديان الثلاثة .
فلكل دين عباداته ، وتقاليده ، وهيكليته الدينية .
أين خادم الحرمين ، أين البابا ، أين الأزهر ، وأين المفتين ، الكل يسكت ، لأن الكل خدم عند سيدهم الأمريكي ، الذي يأمر فيطيعون ، فمن لم تحركه المظلومية الفلسطينية التي طال أمدها قرنا ، لن تحركه حالة الخرق هذه الدينية والإنسانية .
لكن ومهما كانت أسباب اعلان هذه التحالفات ، يبقى ما يجري مخالفاً لكل احتمالات التغيير المنتظرة ، فكل الأنباء المتواترة تؤكد توقيع أمريكا على الاتفاق النووي مع ايران ، وانخراط ايران في القطب المشرقي الصاعد .
، ألا يجعلان هذان الموقفان :
دور إيران أكثر تأثيراً ، وتفاعلاً في جميع مجريات الأحداث في المنطقة ؟.
ويسقطان أي مبرر لهذا التحالف المخالف للمنطق ؟.
ولكن ومهما كان الواقع معقداً ، ومتشابكاً ، الآن ، وفي كل المنطقة ، وبعد نزول جميع عملاء أمريكا ــ أوروبا ــ إسرائيل ، الى الميدان ، دفاعاً عن وجودهم ، ومكاسبهم المهددة جدياً .
أؤكد أن عام /2022 / سيكون العام الحسم ، عام الهزيمة الكبرى ، وخروج المنطقة من القمقم الأمريكي ، واستقبالها للقطب المشرقي القادم بكل قوة .
عندها سيعاد النظر بكل التحالفات في المنطقة ، وستكون إسرائيل ، وهذه الممالك هي الخاسر الأكبر .