بعد أن استعـــادت روسيا جزيرة الـــقرم ، وبات لها موطـــئ قدم على البــــ،حر الأبيض المتوسط
تكون روسيا ، قد امتلكت الشرطين الضرورين ، لتشكيل الحلف المشرقي مع حليفتها الصين
وتكون سورية قد شكلت بوابــــة هذا القطب الاستراتيجية ، وباتت جزءاً هاما من بنيته الأساسية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من هنا نكون قد أدركنا السبب الرئيس ، الذي دفع أمريكا ، لتدمير سورية والسيطرة عليها ، ليس بهدف تدميرها ، وقتل شعبها عقاباً لها فحسب ، بل بهدف إغلاق البحر الأبيض المتوسط ، في وجه الحلم الروسي ــ الصيني ، المتطلع لتكوين القطب المشرقي المنافس .
لأنهما بدون وصولهما الى المياه الدافئة ، سيكون حلمهما بتشكيل القطب المشرقي ، اقرب للمستحيل .
ولما كان شعار الصين الراهن [ الحزام والطريق ] أي إعادة احياء طريق الحرير التاريخي ، الذي يربط الصين بالبحر الأبيض المتوسط ، لذلك كان احتلال سورية وتمزيقها سيقطع الطريق ، أمام تحقيق الصين لشعارها الرئيس هذا ، من هنا كانت أهمية الصمود السوري ، الذي أتاح للصين هذه الفرصة التاريخية .
كما أن سيطرة روسيا على جزيرة القرم ، التي باتت قاعدة عسكرية رئيسية لروسيا ، على البحر الأسود ، هو الذي دفع روسيا للتفكير بالخروج من محيطها الإقليمي الى العالمية ، وإعادة دورها الذي اغتيل ، وكان هذا الحلم مستحيل التحقيق أيضاً ، بدون وصولها الى المتوسط ، وهذا ما حققه الصمود السوري .
إذاً تحقيق الحلم الروسي ــ الصيني ، كان لا يمكن أن يتحقق
بدون تحقيق الشرطين الاستراتيجيين :
قاعــــــــــــدة جـــــــــزيرة القـــــــــــرم علـــــــــى البـــــــــحر الأســــــــــود .
وقاعـــــــــــــدة طـــــــــــرطوس علـــــــــــى البـــــــــــــحر الأبيـــــــــــــض .
من هنا علينا قراءة الأهمية الاستراتيجية المستقبلية لسورية ، وما سيبنى عليها بعد أن باتت سورية بوابة هذا القطب الصاعد ؟
هذا الموقع يجعل سورية من الأهمية بمكان ، عند الدولتين الكبيرتين ، روسيا والصين ، وهذا يستدعي ، مساندتهما لها على كل الصعد ، وعلى رأسها ، تحرير أراضيها ، وإعادة بناء ما تهدم ، وإزالة كل العقابيل التي خلفتها الحرب ، وهاتان الدولتان هما المهيأتان لإعادة البناء ، وليس الغرب حليف إسرائيل عدوتنا التاريخية ، المسؤول عن تدمير سورية وتشريد وقتل شعبها .
من هنا أيضاً نكون قد أدركنا ، أهمية الصمود السوري ، والانتصارات التي حققها ، والتي شكلت المناخ الملائم ، لتنامي ، وتصاعد ، وتكوين ، القطب المشرقي على الميدان السوري وبسببه :
كما ساهم مساهمة جدية ، في وقف تغول القطب الأمريكي ، الذي لا يقوم الا على القتل والتدمير ، وهذا الفعل سيشكل نقلة نوعية تاريخية ، لصالح كل الشعوب المتطلعة للحرية .
ما أثرناه من قراءة لمستقبل سورية ، يملك كل شروط الصحة ، لأنه بات من المستحيل تخلي روسيا والصين ، عن بوابتهما الاستراتيجية الضرورية التي حققت حلمهما ، الذي استدعاه التوحش الأمريكي ، المهدد للحضارة الإنسانية .
فكيف اذا أضفنا لكل هذا الزخم ، خروج ايران حليفنا التاريخي ، من العزلة بعد التوقيع الأمريكي على الاتفاقية النووية مرغمة ، واعادة دور إيران المركزي والأساسي في المنطقة ، وأخذ موقعها المهم ضمن المحور المشرقي الذي ستكون عضواً فاعلاً فيه .
هـــــــــــــــــــذه بشــــــــــــــرى نعــــــــــــــــــــم :
لكنـــها تستـــــند علـــى أسانـــــيدٍ كنــا قــد عرضنـــاها فـــي متـــن المقـــال .