هيَ شيئة الأقدار ؟
أن احيا لكي أجدَ الجراح
تشكل اللغة الفريدة ؟
وِقَضَتْ عَلَيَّ
بِأنْ ألوذَ
لأحتَمي بالشِّعْرِ
مُرْتَقِباً فَواجِعِيَ
الأكيدَةْ
ويكونَ مُعْتَكَفي
بِمِحْرابِ الهوى
أحيي هَواجِسَهُ
لِتَشْتَعِلَ القصيدةْ
فأنامُ قرب النوم
صباً
مُسهَداً
يجتاحُهُ املٌ
بَوادِرُهُ بعيدة
عينٌ تُحمْلِقُ في الفضاءِ
وخافِقٌ
أبَداً تَحَدَّى ‘ أنْ تُرَوِّضَهُ ‘
قيودَه
كَسَمَنْدَلٍ
ألِفَتء جَوانِبَهُ اللظى
فالنارُ تَبْعَثُ مِنْ تَلَظِّيها
خُلودَه
×××××××
يَدْوي صهيلُ الرُّوحِ،
يَخْتَرِمُ الدُّجى
فَتُفَجِّرُ الألوانَ
فُصحاهُ المُفيدَه
والقلبُ
ينفُخُ في اليبابِ ضجيجَهُ
لتَمورَ بالأحياء
دُنياهُ الوَليدَة
فيُقالُ :
ادمَنتَ السَّرابَ
لأنَّني فَرْدَسْتُ ايَّامي
بأخيِلَةٍ سعيدَة
لولا ابْتَدَعْتُ مِنَ السَّرابِ حقائقاً
لَقَضَيْتُ غيظاً
ألعَنُ الدنيا العنيدة
حسبي السُّهادُ
ومقتُ مقتِ تَرَقُّبٍ
ادمَنْتُ أنتظِرُ انفِراجاتٍ حَميدة
لملمتَ آثارَ الجراح بِجَبْهَتي وحملتُها عِبْئاً
كآثارٍ تليدة
كم كُنْتُ أحسَبُها وِساماً
شاهِداً أني نَفَرْتُ لِمَوْطِني
أحمي حُدودَه
لكنَّها رَبَضَتْ بوَجهي
عاهةً
ذاتَ الرُّجولةُ عُرْقِبَتْ
فَغَدَتْ قَعيدة
ذات الخرابُ أناخَ
حتى أصحَرَتْ جُلُّ الصدورِ
وَبُلِّهَتْ
كَدُمىً بَليدَة
وتَعَطَّلَتْ قِيَمُ الجمالِ
ورُوَّجَتْ قِيَمٌ ترى الإنسانَ
مَثْمَرَةً زَهيدَة
لِتَحِلَّ آفاتُ الفسادِ بمَوْطِنٍ
ما زالَ لي عشقا
ولمْ أخْلِفْ عهودَه
عشقي اصيلٌ
والوفاءُ سجيَّتي
مهما أدينَ العشق من طُغَمٍ
حقودة
ما عششتَ تقديسض الجمالِ تَكَلُّفاً
بل إنَّهُ ،عندي ،
بمَنْزِلَةِ العَقيدَة
وأهيمُ بالأنثى
التي ما كُوِّنَتْ
إلا لِتُؤْنِسَ موحِشاً
فَيَعي وُجودَه
شاطرْتُها
حتى الهُماماتِ التي جالَتْ بِنَفْسي ،
فاحْتَفَتْ نشوى سعيدة
لكنَّهُ الزَّمَنُ الغَشومُ
يَسومُنا
قَهْراً جَهاراً
مِنْ ورىً صاروا عبيدَه
إنْ بُحْتُ بالعسقِ الجليلِ
تَحاشَد َتْ أعتى القوى قمعا
بِسَطْوَتِها الشديدة
لأصيرَ إرهاباً
تُؤَلَّبٌ ضدَّهُ حتى الحروفُ،
فلُذ ْتُ باللُّغةِ الفريدة
أحكي وأكتُبُ
كُلَّ صَمْتِ رِوايَةٍ
إن أُجهِرَتْ
فَبِعَسْفِهِم
تغدُ الشهيدة
هاني درويش (أبو نمير)
من مجموعة (قصائد للحب والحياة)