طالب الكناني
فيما تخلّف عيشُنا أحقابـا
لابد نُدرِكُ بالنهى الأسبابا
يا سامعيَّ أذا لقيتُم شاعرا
يبكي العراق فأسعفوهُ جَوابا
وتنبَّهوا من حالِكُم وتداركوا
وتباحَثوا حتى يُقيمَ صَوابا
عجباً لقومي لا يَرَون بحالِهم
من ذي المصائبِ عُتمـةً وخرابـا
وأرى التخلُّفَ لا أرى مستوحشاً
يُفتَونَ إن الدين أوصد بابا
سبعونَ حزبا حاكمـاً أوفوقَها
في كلِّ يومٍ نقتفي أحزابـا
هل تعشقون تفرُّقا من تُبّعٍ
أم أودعوهُ الرَحِمَ والأصلابا ؟
تمضون قُدْماً في سبيل تفرقٍ
والشعب يلقى في الحياةِ عذابا
جعلَ الأله الخير في أوطانِنا
فجعلتموا هذا الهنا أوصابا
أمسى التباري في الخطابِ ذريعةً
كي تحشدوا فوق الصعابِ صعابا
عشرون عاما أو قليلا دونها
ما دوننا خيراً نرى أو قابا
ماكنتمُ إلا ذئابا كشَّرت
عن نابها والروضُ أضحى غابا
وسرى الى الدين الحنيفِ تنطُّعٌ
منكم فغابَ الدين كلاً، غابـا
ليس التأسفُ ما أراهُ لحالنا
في المال والأملِ الذي قد خابا
لكنْ أرى الأجيالَ صارتْ لعبـةً
والعلم شتَّتهُ البلى أطنابا
والفكرُ يحسبُه الجهول كسُبـةٍ
ناهيكَ عمَّن عنَّفوا الأدابا
حل الخراب لأنّكم أذ حِزتُمُ
تبراً فصِرنا نجتنيهِ تُرابا
من يَعطي يَعطي لايملُ وطالما
أمسى الغيورُ ببأسهِ وثّـابا
لكنَّ من فقد الإباءَ فإنه
يأتي المعارك لايفلّ قِرابا