سورية : كتب وصور وخرائط (6)
58- سورية والحرب La Syrie Et La Guerre
اعداد : د. سمير ميخائيل نصير
*- المؤلف : هنري ريشار Henry Richard, مؤرخ, عضو أكاديمية العلوم الفرنسية.
*- صدرت الطبعة الأولى للكتاب عام 1916 في خضم الحرب العالمية الأولى.
*- صدرت الطبعة الثانية للكتاب عام 2016 والثالثة في عام 2018 .
*- عدد الصفحات : 146 صفحة.
*- ورد في مقدمة الكتاب الأسباب التي دفعت المؤلف لتأليف الكتاب ونشره عام 1916 و نوجزها بالتالي :
… في دوائر الدولة… في البرلمان… في الصحافة… يشير كبار المسؤولين الى أهمية توجيه انتباه فرنسا إلى سورية… ويتفقون بشكل واضح جدا ويصرحون في أكثر من مناسبة بأنه : لا شيء يمنعنا من فرض حقوقنا في بلاد الشام…ونشعر بأن الوقت قد حان لتقرير المغادرة إلى سورية…لقد حانت هذه الساعة بعد أن ألقت تركيا بنفسها في هذا الصراع الهائل الذي يهز العالم الآن (ويعني به الحرب العالمية الأولى).
*- ملاحظة : المسؤولون الذين ذكرهم المؤلف في المقدمة… أهمهم :
– ريمون بوان كاريه Raymond Poicaré : تولى رئاسة الجمهورية الفرنسية الثالثة العاشر… وفي عهده دخلت بلاده الحرب العالمية الأولى. كما تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات.
– غاستون دوميرج Gaston Doumergue : رئيس جمهورية ورئيس وزراء.
– جورج ليغيز : Georges Leygues : سياسي, رئيس حزب التحالف الجمهوري الديمقراطي.
– بول دومير Paul Doumer : رئيس جمهورية واغتيل وهو على رأس عمله عام 1931.
*- ورد التالي في منشور دار النشر حول الأسباب التي دفعت الى اعادة طبع الكتاب في عامي 2016 و2018 : والأسباب ملفتة…
– أهمية سورية منذ قدم التاريخ… تهمل قرون من الزمن… وتتجدد قرون.
– اليوم… تظهر الأهمية الكبرى لسورية… و اليوم يطرح السؤال السوري أكثر من أي وقت مضى…
– تركيا… تحاول العودة كإمبراطورية… فرنسا لا يمكن أن تغيب.
*- مضمون الكتاب :
– تضمن الكتاب مقدمة وثلاثة فصول وخريطة… والفصول قدمت توصيفا كاملا للوضع السوري من كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في بدايات القرن الماضي موثقا بإحصائيات في كافة المجالات.
– تضمنت أيضا الاحصائيات منطقتي مرسين واضنه…
– المقدمة… ذكرت أعلاه أهم ما ورد فيها.
1- الفصل الأول بعنوان : لماذا على فرنسا أن تحتل سورية… وأهم ما ورد فيه :
– العلاقات مع سورية بدأت منذ أيام هارون الرشيد.
– منذ قرون والعيون تشخص حول سورية… والحملات الصليبية لم تكن الا جزءا منها… لأن سورية تحمل مفاتيح الشرق التي يجب أن لا تحتكرها تركيا.
– في سورية… الثروة الزراعية يمكن أن تكون هائلة… متوسط قيمة ما صدر من فرنسا الى سورية بين 1905 و1910 بلغ 15 مليون فرنك ومن بريطانيا 6 ملايين ومن المانيا 1.3 مليون فرنك.
– في فقرة المرافىء سردت المنافذ التالية : اسكندرونة, بيروت, اللاذقية, مرسين, حيفا, يافا, طرابلس, غزة, صيدا… مما يعني ان المراجع والدراسات المتوفرة لدى الكاتب تؤكد الهوية السورية لهذه المناطق…
– الحملة (الحرب) على سورية يجب أن تخطط بدقة عسكريا واقتصاديا واجتماعيا.
2- الفصل الثاني بعنوان : كيف يجب أن تكون سورية الفرنسية.
– في بداية الفصل تم تحديد حدود سورية السياسية كالتالي : من الشمال والشمال الغربي جبال طوروس, من الغرب البحر الأبيض المتوسط, من الجنوب الغربي مصر, من الجنوب الصحراء العربية ومن الشرق الصحراء السورية وبلاد الرافدين وهذه الأخيرة من الصعب تحديدها… وتم رسم الحدود في الخريطة المرفقة بالكتاب.
– الملفت في تسمية المناطق السورية أنه بعد تسمية دمشق وحلب ودير الزور وغيرها, توقف الكاتب ليؤكد أن لا يمكن فصل منطقة فلسطين عن سورية مستشهدا بما كتبه السيناتور بيير أتيين فلاندان Pierre-Etienne Flandin بأن فلسطين مرتبطة اقتصاديا واجتماعيا وبشريا ودينيا مع سورية بحيث يشكلان جسما واحدا لا يمكن تقطيعه.
– عام 1915,بلغ عدد سكان مدينة دمشق 230 000, حلب 200 000, حمص 34 000, حماه 30 000, اللاذقية 24 000. أما منطقة دمشق مثلا فبلغ عدد سكانها 920 000.
3- الفصل الثالث بعنوان : كيف نعمل على تنظيم وادارة سورية :
– السوريون لن يسمحوا لنا أن نحكمهم بالمطلق… يجب أن نرسل مختصون في كافة المجالات ليعملوا بهدوء…
– يجب أن نقوم بمشاريع بنيوية في المواصلات والزراعة والصناعة, وندعو السوريين للمشاركة فيها لنضمن البقاء.
– يجب أن نرسل خبراء وأكاديميون وغيرهم.
– ان مهمتنا ستكون صعبة… ولكن نحن بحاجة لسورية بموقعها بثرواتها.
*- أصدقائي… حتما من يقرأ الكتاب يجد أمامه ملفا اعد لمشروع احتلال طويل الأمد… وفعلا أتت فرنسا بجيوشها من فرنسيين ومرتزقة… وخرجت رغم أنفها… وأتت اليوم متسترة بمرتزقة من نوع آخر أكثر اجراما… وحتما ستعود عاجلا أم آجلا بخفي حنين ولتلقى اللطمات من مرتزقتها.
*- أصدقائي… استذكر الآن بعضا مما نشرته سابقا على صفحتي من وثائق للانتداب الفرنسي :
– الصحافي والكاتب الفرنسي جوزيف كيسِّل Joseph Kessel جاء إلى سوريا في العام /1927/ في مهمة للاطلاع ودراسة مجرى الأمور بخصوص إخماد الثورة السورية الكبرى /1925-1926/. فكتب في دراسته :
من الواضح بأن جميع الأنظمة السياسية لن تجد لها نفعا هنا، حيث إنه ليس هناك بين البلدان ما هو بالطبيعة أكثر تعقيدًا وأكثر صعوبة وأكثر ثورة ضد أي تدخل في شؤونه من هذا البلد : سورية.
– كتب ضابط المخابرات الفرنسية بيير روندو Pierre Rondot, في تقرير له عام /1929/ :
قد يكون من الصعب جدا إقناع السوريين بأننا, بإظهار ما نقوم به من الجوانب الخدمية والاجتماعية… كإنشاء الطرق ومسح الأراضي والترامواي… وغيرها من المشاريع, نستطيع البقاء هناك للسيطرة على مدينة ألفية (ويعني دمشق) تمثل ما تمثل في هذه المنطقة وبالأخص الوصاية على الهوية العربية. لذا يتوجب علينا تقسيم سورية إلى دويلات…ولعلنا بهذه المخاطرة ننجح….”.
– يروي هنري دي جوفنيل Henry de Jouvenel رابع مفوَّض سامي فرنسي في سوريا, أنه في العام /1926/ دار حديث آنذاك بينه وبين وزير تركي سابق… فقال الوزير التركي للمفوض الفرنسي :
بالله عليك، احتفظوا بها لكم، واحتفظوا خاصة بدمشق! فإن هذه المدينة هي واحدة من تلك المدن… التي تقضي على أعتى الإمبراطوريات.