العالم يحتاج إلى التغيير، بل ويطالب به، لأن التشكيلة الغربية النيو لبرالية، باتت تشكل خطراً على الحضارة
الغرب العنصري، اسْتَعْمَرَ العالم، واحتكر الثروة والعلم، واستخدمهما: للقتل، والتدمير، وفرض السيطرة
الحرب ليست في أوكرانيا وحدها، بل هناك اشتباكات ضد عملاء الغرب، في كل العالم، سعـياً لفك الارتباط، مع الغرب
fبقلم المحامي محمد محسن
أما آن لهذه الطغمة الغربية، ان تترجل عن حاكميتها، فمنذ أن اكتشفت القارة الأمريكية عام / 1492 / وذبحت سكانها الأصليين، واستثمرت في دماء وجهود العبيد الأفارقة، وتحصلت على الثروات
توجهت إلى باقي القارات، لتمارس هواياتها، في (استعباد)، وليس استعمار الشعوب، وقتلها، وسرقة طاقاتها البشرية، والمادية، من القارات الخمس، لتزداد غناً، على حساب الشعوب المستعبدة.
وعندما بدأت الإمبراطورية الغربية الغاشمة، بقيادة أمريكا، تدرك أن العالم بدأ يضج من خطورة هذه الإمبراطورية على الحضارة الإنسانية، وأن الشعوب المضطهدة، بدأت تتململ، وبخاصة بعد تدمير يوغسلافيا، والعراق، وليبيا.
استنفرت هذه الإمبراطورية كل عملائها، دولاً وأفراداً، في كل أنحاء العالم، للدفاع عن امبراطوريتها، المهددة، التي باتت تضج من طغيانها كل شعوب العالم.
فبعد نجاحاتها في حروبها المخملية، والملونة، وتعثرها في حروب (الربيع العربي)، راحت تستفز روسيا، ساعية لإحياء حلف الناتو، الذي كان في حالة موات، فأمرت الاتحاد الأوروبي، وكأنه ولاية أمريكية، للاشتراك في الحرب مع أوكرانيا، ضد روسيا.
حيث فرضت ست مجموعات من العقوبات ضد روسيا، ساعية لتدمير الاقتصاد الروسي، فجاءت العقوبات ضد المصلحة الأوروبية، حتى باتت أوروبا تتخوف من الركود الاقتصادي، وبذلك تكون الحرب الأوكرانية، قد زعزعت الاقتصاد العالمي، وبخاصة الأوروبي والأمريكي.
لذلك قد نشهد، بل سنشهد انشقاقات في المواقف الأوروبية، في المستقبل القريب، لأن روسيا باتت لا تمسك بالغاز فقط، الذي كان شريان الاقتصاد الأوروبي، بل تمسك بالغذاء العالمي، وبالكثير من المواد الأخرى، كالوقود النووي الذي تحتاجه أوروبا.
حتى باتت الميزانية الروسية تنمو، من خلال ارتفاع أثمان الغاز، في الوقت الذي تواجه فيه حتى أمريكا، حالة إنهاك وتآكل، في جميع مجالاتها الاقتصادية، مما دفع الرئيس بايدن، لفرض حالة الطوارئ، ولأول مرة منذ عقود.
هذا الفيض من الطغيان الأمريكي ــ الأوروبي، وتنمره على العالم، هو الذي حرض التاريخ، لولادة القطب الروسي الصيني، لإيقاف حالة التوحش التي تمارسها الامبراطوريات الغربية، واستخفافها بمصائر الشعوب، وتنقلها من حرب إلى أخرى.
هذا الواقع الدولي المتصارع، قال، ويقول:
لا مجال للحياد بعد اليوم، حتى باتت كلمة الحياد، وعدم الانحياز، كلمات طوباوية، فالكل دخل في الحرب، وعلينا أن نعتقد أن الاشتباكات السياسية، وغير السياسية، التي تحدث داخل مجتمعاتنا، أو ضد الدول الأخرى، ما هي إلا انفجارات من هذه الحرب العالمية القائمة.
وجاءت جولة بايدن الشرقية وزيارته لليابان، وكوريا الجنوبية، وتهديده العلني للصين، في حال اقدامها على اجتياح تايوان، عملاً استفزازياً ضد الصين، والذي دفعها دفعاً، لتعزيز تحالفها مع روسيا، ومع الكثير من الدول التي عانت من هذا القطب وحش الحضارة.
فــــــــــــــــــــــــما المــــــــــــــــــــــــــــــنتظر:
ـــ ستنتصر روسيا في أوكرانيا.
ـــ وسيتصدع الاتحاد الأوروبي، نتيجة ارتدادات الحرب الروسية الأكرانية،
وستخرج بعض الدول الأوروبية من تحت العباءة الأمريكية.
ـــ وسيتعزز القطب الشرقي الصيني الروسي، وذلك بانضواء الكثير من الدول تحت لوائه.
ـــ ولكن الانتقالات، والمتغيرات، التي ستحدث بين دول الشرق الأوسط، ستكون أوسع مما يتوقعه أحد.
ـــ ومهما بدى الواقع السياسي في منطقتنا (مغلقاً)، في العراق، وسورية ولبنان، سيشهد انفراجات، على كل الأصعدة على حساب أمريكا، وعملائها، وعلى رأسهم إسرائيل.
لذلك نقول لعملاء إسرائيل، في لبنان على وجه الخصوص.
{إسرائيل لديها القدرات العسكرية الهائلة، ولكنها لا تتحمل أوزار حرب كبيرة} فاعتبروا.