ليس خافيا على أحد بأن الواجهة الحضارية لأي دولة في العالم هم مثقفيها من كتاب ونقاد وشعراء وفنانين ، والكل يعرف أيضا أن المحسوبيات والرشاوى والفساد النفسي والإداري يؤدي إلى خلق طبقة مدّعية من هؤلاء المثقفين وتعويمهم عبر الشاشات الصغيرة والكبيرة والمنابر والمحافل ، فمثلا وليس حصرا ، في إحدى المرات وحين كان وزير الثقافة رياض نعسان آغا ،سرق مدير المسارح والموسيقى حينها 16 مليون ليرة سورية فقط بحجة المصاريف والدين ، فكافئه الوزير ونقله ليتسلم عمادة أهم صرح لتخريج الفنانين بسورية وهو : المعهد العالي للفنون المسرحية ، وما ذكرته هو غيض من فيض ، وهذا الفيض الآسن أدى وبعد الأحداث السورية إلى إظهار حقيقية الكثير ممن يعتبرون أنفسهم فنانين ومثقفين . وسأخص بالذكر اللذين استفادوا من النظام عبر انتهازيتهم وتسلقهم وبيع كرامتهم دون أي رادع أخلاقي ومنهم : ماهر صليبي
الذي كُلف بإخراج أغلب افتتاحات المهرجانات التي حصلت في سورية خلال عشر سنوات ماضية بعد أن لعق كل أحذية المسؤولين ، واقتصّ الملاين بين أجر واحتيال وبدون سابق إنذار يعلن أنه معارض ويذهب ليلعق أحذية البداوة في الخليج هو وزوجته يارا صبري التي لا علاقة لها لا بالعير ولا بالنفير أرادت الأخ
رى لتكون باصطفاف القتلة المعارضين وهي لا تعي لا بالسياسة ولا بالكياسة بل انجرت وراء امرأة تافهة بقد العهر وهي ريما فليحان التي أرادت أن تبرز على الساحة حتى لو أظهرت إستها بلا خجل . والغريب أن باسل خياط هذا الفنان الطبل على الصعيد الفكري يصرح وهو يتمسح بسفالة العربان أن لا خيار إلا قلب النظام متناسيا أن هذا النظام درسه وبالمجان في أهم معهد للفنون في الشرق الأوسط وهو المعهد العالي للفنون المسرحية . أما العنزة الجرباء العرجاء أصالة نصري التي غنت للبعث وجنت الأموال من وزراء انتهازيتها وعولجت رجلها العرجاء على حساب القصر الجمهوري تأتي الآن وهي تتمرغ بأحضان الخليجين وتبيع جسدها علانية تعتبر نفسها معارضة وتطالب بإسقاط النظام الذي سوّها بشرا . ولا أحد ينسى جمال سليمان الذي تحول من فنان إلى تاجر مخدرات من أفريقيا لمصر كيف أنكر جميل سوريا عليه وكيف بصق بالطبق الذي جعله فنانا وكيف انتهز عبر المحسوبيات ليصير أستاذا في المعهد العالي ، هاهو الآن يعلن أنه معارضا وضد الفساد متناسيا المبالغ التي كان يقبضها لكي يقبل بعض الطلاب الغير موهوبين في المعهد العالي ، فمن يحارب الفساد يا جمال سليمان عليه أن ينظف نفسه ، فابصق على نفسك كي تستوي ولن تستوي !.
أما الغريب والعجيب ذلك الشوارعي الرخيص فنيا وأخلاقيا وسلوكيا وتربويا والذي يعتبر نفسه مسرحيا ، أو الذي جعلوه عبر المحسوبيات نجما رغم كل تفاهته والذي يدعى همام حوت ، هذا الرحل الذي فتحت له مسارح سوريا ليقدم بضاعته الرخيصة ، واستقبل من قبل حزب الله الذي أجر له أهم مسرح في بيروت ، هاهو الآن يتلفع بعلم الانتداب بلا خجل ، فهو بالحقيقة لا يخجل ، ولا يوجد عنده أي رادع طالما هناك ارض خصبة للفساد وقلة الحياء .
وأما الذين يعتبرون أنفسهم أنهم موالين للوطن وهم داخل الوطن يتنعمون بما قدم لهم الوطن رغم أنهم لا يستحقون ذلك إطلاقا – وأنا لا أتجنى على أحد – وسأذكر مثالا على ذلك وهم : الفنان أسعد فضة الذي استلم نقابة الفنانين دهرا ، ومسك بتلابيب مديرية المسارح والموسيقا دهورا وفي كل عرس درامي له قرص كبير حتى أصبح ابن الوهاج !!! وكذلك أمل عرفة التي أخذت أكثر مما تستحق بكثير . كلاهما وهما معتبرين أنفسهما موالين للوطن بينما هما موالين للدرهم والدولار لأنهما وفي مهرجان الفجيرة للمونودراما الأخير قدما عملا مسرحيا باسم الفجيرة وهما السوريان والمواليان والمستفيدان من خيرات سوريا ، لكنهما تنكرا لذلك حين قدما عرضا مسرحيا مونودراميا باسم الفجيرة بينما لم تكن سوريا ممثلة في هذا المهرجان سوى بنص مونودرامي من كتابتي وهو "صوت امرأة" أخرجته ومثلته السودانية هدى مأمون ، وحين قُدمت شهادة تقدير لنصي وأنا غير موجود هناك لم ينهض أحد من سوريا كي يستلم الشهادة نيابة عني على الرغم من وجود ماهر صليبي ويارا صبري والجمعات وأسعد فضة وأمل عرفة والكثير ممن يظنون أنفسهم سورين وهم بالحقيقة خليجين أكثر من البدوان … فقامت الفنانة هدى مأمون واستلمت الشهادة نيابة عني وأرسلتها لي مشكورة.
شيء مؤسف ومخجل لكنهم بلا حياء .
فرحان الخليل – اللاذقية